الموضوع: مجرد سؤال
عرض مشاركة واحدة
قديم 09/10/2008   #19
شب و شيخ الشباب rafik01
عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ rafik01
rafik01 is offline
 
نورنا ب:
Aug 2008
مشاركات:
121

افتراضي


أهلا أحبائى..
ابدأ معكم من لحظاتى الأولى وأنا أخرج من كنف أمى حيث كان الأمان والهدؤ والاحساس المتناهى بالحب..
خرجت ضاحكا أتلفت محدقا فيمن حولى ووجدتهم يقمطوننى بأربطة ويسلموننى لفتاة صغيرة بدت فرحة ومنزعجة فى وقت واحد واحسست بحب كبير وهى تضمنى لصدرها وعلمت انها أمى ولكنها كالأطفال ربما فى الثامنة عشر على الأكثر!!
قلت ربما هى تتألم من الولادة حين وجدت دموعا كثيرة تنساب من عينيها أو ربما هى دموع الفرح بوصولى ولم يتبادر الى ذهنى ابدا انها تبكى مما تتوقعه من الام ومأسى سنعيشها سويا وانى سأشاركها الدموع يوما لاعنا اليوم الذى وافقت فيه على الخروج من رحمها بل ولاعنا اليوم الذى تزوجت فيه أمى من أبى وأتيا بى لعالم مريض ومرضه خبيث ليس له علاج..
على العموم خرجنا من المستشفى وأنا محمول بين يدى رجل ظننته فى البداية أبى لما وجدته من بشاشة وحنان فى ملامح وجهه كلما نظر الى أما فيما بعد عرفت انه خالى الأكبر واكثرهم حبا وقربا لأمى..
وصلنا الى المنزل وكنت متشوقا لأرى أبى وكلما اخذنى احدهم الى حضنه ليقبلنى ظننته أبى حتى انتهى الجمع ورحل من رحل ولم يظهر أبى فقلت ربما هو ضابط كبير فى الجيش أو الشرطة وربما هو رجل أعمال يجوب العالم لينجز أعماله أو حتى مواطن بسيط يكد ويعمل ليل نهار لاسعاد عائلته ولكنه تأخر حتى غفوت من تعب يومى الأول فى هذه الحياة..
فتحت عيونى الصغيرة مبتسما ابتسامتى الشهيرة التى ظلت تميزنى فى وسط عائلتى سنين طويلة فيما بعد ولكنى لم أصدر أى صوت أو حركة فقد كنت شقيا جدا وأحب مفاجأة الاخرين ولكنى وجدت نفسى فى حضن جدتى وأمى تجلس فى مواجهتها , أما المفاجأة فكانت من نصيبى أنا فما سمعته وما دار بينهما يشيب له شعر الوليد!!!
و... و... وحان ثانية موعد الرحيل لأعود فأحكى لكم ما سمعته وما أذانى كثيرا جدا..
أعتذر لهذا الأسلوب القصصى الذى ربما يراه البعض تسويفا والبعض الأخر تشويقا أما أنا فأراه الحقيقة التى جمعتها من فم الأقرباء وبحثت عنها فى صدور المعارف ونبشت القبور لاثبات مصداقيتها..
الحقيقة التى آثرت تقديمها بهذا الشكل لتصبح ذكرى احتفظ بها لى ولاولادى تناسب الجميع فى قراءاتها فأنقل لهم فيها كل ما تعذبت لاتعلمه موفرا عليهم سنين من المحاولات الفاشلة والتجارب السيئة لتعطيهم الحياة حكمة واحدة من آلاف يحتاجها الانسان ليتحرك حركة واحدة دون أن يتأذى..
فأعتذر ثانية وأعرف أن البعض لن ينتظرنى هذه المرة منكم ولكننى بدأت ولن أتوقف الا عند بيان الحقيقة, كل الحقيقة , التى دفعت ثمنها من دموعى ودمائى حتى أعرفها فتتغير حياتى تماما والى الأبد!!

الحب هو السلم الوحيد بين السماء والأرض...ليتنا ننتبه!!!
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.02527 seconds with 10 queries