رسالة من سنونوة
أحب أسلافي لكنني لا أريد
أن ارتدي جبة جدي ، وأختبئ داخل كمه
وأنام في جيوبه
أريد أن أرتدي حياتي
كما أحبها ، وأن أفصل ثوب زماني على مقاسي
تلك الفؤوس كلها التي تتهدد رأسي ،
عاجزة عن محو إشارات الاستفهام
ترتسم على جبيني كلما مررت بالمقبرة
التي يحاولون إرغامي
على التغني بنضارتها المؤبدة !
ولدت عصفورا ً ..
( لايدري لماذا يبدو من الخارج إمرأة )
عصفورا ً قضى عمره وهو يتشاجر مع الأقفاص ،
ليحلق ...
أأنا امرأة ،
أم ذلك الطائر الآتي من سورية
تشعله شهيته إلى الطيران اللامتناهي صوب المستحيل ؟
أأنا امرأة ،
أم تحولا الفينيق بين الرماد والتحليق ؟
لا أستطيع الإقامة في ممالك الطاعة
تحت رايات " نعم "
ولا أستطيع الانتماء إلى غربتي
لا بدي لي من غصن ،
كي لا تحترق اجنحتي وأسقط
في تلك البئر المروعة الخرافية بلا قاع لظلمتها
وأسقط وأسقط .. و أ س ق ط
أ
س
ق
ط
وحين أضع رأسي على ركبة التايمز أو ( السين )
لأنام ، يركلني غاضبا ً ويزجرني : هل توهمتني بردى
أو الفرات أو النيل ؟ لا تبحثي عن أب مستعار
وها أنا قارب طردته المرافئ كلها
يعلن أن الحرية ضوء بجناحين
وهو من رعايا الشمس
ها أنا أدفن وجهي في وسادة الليل
وأهمس باسم الحرية كمن يتلو صلاته قبل النوم ..
واهمس باسم دمشق كمن ينادي حبيبة
1-6-1990
خطيرة جدا ..
|