عرض مشاركة واحدة
قديم 28/09/2008   #9
شب و شيخ الشباب Nihal Atsiz
عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ Nihal Atsiz
Nihal Atsiz is offline
 
نورنا ب:
Feb 2008
المطرح:
دمشق
مشاركات:
350

افتراضي


الأسطورة التاسعة:

أسطورة آلب أر طونغا (Alp Er Tunga Destanı):

مقدمة
عاش الأتراك الإسكيت (السقا) ابتداءً من المائة الثامنة قبل الميلاد وتوسعوا في آسيا وأوروبا و تقدموا بين أعوام 750 – 700 ق.م ليعبروا نهر الاورال ويتقدموا نحو روسيا وبنو دولة حكمت مساحات شاسعة لكنها استخدمت طريقة الحكم المركزي الذي كان مركزه تركستان, ونستطيع قراءة ذلك في الأدبيات التركية والفارسية حيث سيمر معنا في الأدبيات التركية اسم تونغا ألب أر (Tunğa alp er) المعروف في الأدبيات الفارسية باسم أفراسياب والذي يعتبر من الأبطال الأسطوريين في التاريخ التركي حيث شهد الإسكيت في عهده فترة من الإزدهار والنمو فبنيت في عهده مدن في التركستان أهمها طهمورث ( القهندر Kunduhur) ومرو (Merv) كما قامت ابنته (قاز Kaz) ببناء مدينة قزوين وأصل هذه التسمية (قاز أيني Kaz oyunun) أي ملعب قاز, وبنت قلعة بوادي إيلا (ila ) فسمي الوادي باسمها (قاز سفي Kaz suyu) أي ماء قاز, كما كانت مدينة قم والتي تعني بالتركية الرمل من أحب المدن للأميرة قاز, والتي قتل زوجها سياوش في مدينة دزروبين ومعنى اسمها مدينة وقلعة والتي سميت فيما بعد ينكند (Yenkend) وتقع هذه قرب بخارى, كما بنى برسغان بن ألب أر تونغا مدينة سميت على اسمه ايضا (برسغان Bursağan), وبنى بارمان بن ألب أر تونغا مدينة سميت على اسمه ايضا (Barman), وتقول الروايات والأساطير التركية أن تونغا ألب أر هو جد الملوك الأتراك وكبيرهم, ومن أهم ما قاله مخاطباً أحد الرعاة عندما لم يحييه أثناء عبوره وإننا أوردنا هذه الأبيات تماماً كما جاءت في التركية القديمة:


ﮔﻭروب ﻨﻴﭽﻴڭ قاجمادينك * يمار سوفڭ ﮔﭽﻤﻪدڭ

تفارلارﻴڭ ﺴﭽﻤﻪدﻴڭ * يسين سني أربورى

وتعني : رأيتني فلماذا لم تهرب * عن طريق اجتياز نهر يمار * أو لم تنتقي أفضل ما عندك من الحلال لتهديني اياه * اذهب فلتأكلك الذئاب.

وقد قيل في التعبير عن الحزن بسبب وفاته:

ألب أر تونكا الديمو * ايسيز أزون قلديمو

أذلك أوجن ألديمو * أمدي يرك يرتلور

وتعني:

هل مات الملك ألب أر تونكا ( أفراسياب) , وبقي هذه العالم السيئ دونه , وهل أخذ الزمان ثأره منه و لقد حان الأن الوقت كي يتقطع الفؤاد حزنا عليه.

كما كان لتونكا ألب أر أثرا واضحا في الثقافة الفارسية حيث شغل مكانة كبيرة في ملحمة الشاهنامه ( كتاب الملوك) للمؤرخ الفارسي الفردوسي الذي وصف الحروب و المعارك التي كانت تدور رحاها بين الترك و الفرس.


أسطورة ألب آر تونغا


كان ألب آر تونغا حاكما مقدساً ومشهوراً بين أمراء الترك

وكان يحتوي على فضائل كبيرة إلى جانب علم وافر

كان ذو علم وتفهم ومزايا متعددة

أطلق عليه الفرس اسم أفراسياب

استطاع أفراسياب أن يحكم العالم

تبدأ الأسطورة بهذه الأبيات الشعرية المنسوجة على نمط الآغت التركي ( نمط من أنماط الشعر التركي كان يعرف باسم ساغو)

ونرى الفردوسي صاحب كتاب الشاهنامة قد ترك حيزاً كبيرا من كتابه ليتحدث فيه عن بطولات ألب آر تونغا وحروب ايران مع طوران.

وبحسب وصف الشاهنامة فإن ألب آر تونغا (افراسياب) كان أميرا في إمبراطورية طوران ومن ثم استلم الخاقانية فيها وكان أشهر قائد طوراني قاتل ضد ايران, لقد تمسك بنصائح والده أشد تمسك وأعلن الحرب على دولة إيران التي كانت أشد الدول قوة في ذلك العصر, كان طوله مثل طول شجرة السرو وكانت ذراعاه وجسده يمتلكان قوة الأسد والفيل مجتمعان, هزم الإيرانيين (الفرس) وأخذ حاكم إيران ليجعله أسيراً في إمبراطوريته, وُجِدَ في هذه الفترة ضمن إيران عدد من الإمارات المتناحرة، كانت إحدى هذه الإمارات إمارةُ (قابيل) وكانت تحكم هذه الإمارة من قبل أميرٍ يدعى (زال), أعلن الأمير زال حربه ضد إمبراطورية طوران وكان الهدف من هذه الحرب استعادة الشاه الإيراني, استطاع زال أن يهزم ألب أر تونغا ولكنه لم يستطع تخليص شاهه من الأسر.

وبعد مرور فترة من الزمن مات الشاه الذي كان يحكم إيران وكان يدعى (زو), فاستغل ألب أر تونغا الفرصة و أعلن الحرب على ايران, وفي هذه الحقبة كان الأمير زال قد طعن في العمر ولم يكن قادراً على الخروج لمواجهة آلب أر تونغا فأرسل عوضاً عنه ابنه (رستام), نشبت معارك كثيرة مابين رستام بن زال وآلب أر تونغا, استطاع رستام أن يتغلب على ألب أر تونغا في بعض المعارك فيما تغلب ألب أر تونغا على رستام في بعضها الآخر.

وأثناء تلك المعارك والأحداث نشأ خلاف ما بين (سياووش بن كيكاووس) وسياووش هذا هو ابن شاه إيران وما بين رستام بن زال ابن أمير إمارة قابيل, ونتيجة هذا الخلاف هرب سياووش ليحتمي بألب أر تونغا في بلاد الترك, مكث في طوران زمنا طويلا وتزوج من ابنة أحد الفرسان الأتراك التي أنجبت له ولدا سماه (كيخسرو).

بعد ان كبر كيخسرو واشتد عوده قام الإيرانيون بخطفه من بلاد الترك وتنصيبه شاهاً على إيران, استطاع كيخسرو سلب قلب رستام بن زال وجهزه وجيشه وأرسله لمحاربة ألب أر تونغا.

وكانت نتيجة ذلك أن نشبت مجدداً معارك كثيرة ما بين إيران وطوران هزم ألب أر تونغا في عدد منها خاصة وان ألب أر تونغا كان قد طعن في السن وأصابه الجهد وتفرق جيشه ونفذ عسكره مما اضطره الأمر بالالتجاء إلى الجبال, عاش في إحدى المغارات الجبلية فترة طويلة لكن الفرس استطاعوا في احد الأيام أن يعثروا على أثره لكن ألب أر تونغا عندما اكتشف ذلك آثر بأن يلقي نفسه في الماء على أن يقع أسيرا بيد الفرس, لكن الوقت لم يسعفه فاضطر على مواجهة الجيش الفارسي وقاتلهم لوحده قتال الرجل الفارس لكن كبره في السن وهرمه ووحدته كانت سبباً في مقتله على أيدي الإيرانيين.

وقد قيل حزناً على مقتله الأبيات التالية:

هل مات البطل ألب أر تونغا؟

وهل بقيت الدنيا الفانية؟

وهل أخذ الدهر انتقامه منه؟

حان الوقت الآن للقلب أن يتمزق حزناً



سلاح الدهر جاهز دوما

والدهر يبني أفخاخه العاتية

والأمراء قد سلموا مليكهم للأعداء

فكيف للمليك أن ينجو



أتعب الأمراء خيولهم

ووقفوا دون أن يجدوا حلاَ لما هم به

اصفرت وجوههم وأشكالهم

فأصبحوا كالعلقم الأصفر



زأر الفرسان زئير الذئاب

وشقوا ياقاتهم وصدورهم

وقرؤوا أشد المرثيات حزناً

بكت الأعين حتى جف الدمع فيها



احترق فؤادي من صميمه

إذ استذكر الأيام الغابرة

فأين مجد تلك الأيام المنصرمة


The homeland of Turks is not Turkey or Turkistan
its great and eternal place called Turan
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.03873 seconds with 10 queries