عرض مشاركة واحدة
قديم 28/09/2008   #7
شب و شيخ الشباب Nihal Atsiz
عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ Nihal Atsiz
Nihal Atsiz is offline
 
نورنا ب:
Feb 2008
المطرح:
دمشق
مشاركات:
350

افتراضي


الأسطورة السابعة:

ثورة كورشاد (Kürşad Destanı ):

Image Hosting

من مفاخر التاريخ التركي التي تثير الإعجاب، والأمير كورشاد هو ابن الإمبراطور العاشر جولوق قاغان الأصغر، وقد توفي جولوق قاغان بعد عامين من حكمه على يد زوجته الأميرة الصينية (ايجينغ خاتون) في عام 621م فخلفه شقيقه (عم الأمير كورشاد) قره قاغان وتزوج أرملة أخيه تبعاً للتقاليد التركية، وقد انصاع القاغان الضعيف إلى دسائس زوجته الصينية، وأحدثت سنين القحط والبرد تخريباً مروعاً في الديار التركية، فاستطاع الجيش الصيني مستفيداً من كلّ ما تقدّم أن يغلب الجيش التركي وذلك عام 630م وأَسر قره قاغان مع مئة ألف تركيّ على يد الصينيين، توفي القاغان بعد أربعة أعوام من الأسر نتيجة الحزن والكمد.

أعلن الصينيون (سيربا قاغان) إمبراطوراً تركيّاً خلفاً لقره قاغان إلا أن الأتراك الذين اعتادوا العيش مستقلين منذ ألف عام لم يقبلوا بحكم هذا الحاكم الذي كان ألعوبة بيد الصينيين وعملوا سرّاً لإنقاذ الأسرى الأتراك والإطاحة بحكم الصينيين، وقد تشكلت هيئة للثورة من أربعين شخص، وانتخب هؤلاء النبلاء الأمير كورشاد رئيساً لهم إلا أن كورشاد كان قد قرر أن يودع الإمبراطورية لشخص آخر عند نجاح الثورة وأن يبقى بعيداً عن السياسة لئلا يرتاب أحد في كون الثورة قد قامت لأسباب قومية بحتة وألا يفكر أحد بأن كورشاد قد قام بالثورة ليكون إمبراطوراً، وبذلك فقد رفض الأمير التركي ترشيح زملائه له ليكون إمبراطور الأتراك وبذلك فقد تقرر أن يسلم العرش إلى ابن أخ كورشاد بعد نجاح الثورة.

وقد كان على عرش الإمبراطورية الصينية في هذه الآونة ثاني أباطرة (تانغ) من سلالة الإمبراطورية الثامنة عشرة (لي- شيه- مين) والذي كان في الأربعين من عمره حاكماً منذ ثلاثة عشر عاماً وقد كانت الصين بملايينها الخمسين من أكبر دو ل العالم وقت ذاك وكان مئات الألوف من الأتراك الذين يعيشون في طوق حكم الصينيين في شمال الصين يواجهون خطر المحو عن الوجود.

كانت خطة الثورة تستند على ما يلي: أسر الإمبراطور (لي- شيه- مين) وذلك باختطافه وأخذه إلى البلاد التركية ثم مبادلته بالأسرى الأتراك في القصر الصيني والأراضي التركية وحال إعلان الثورة كان الأتراك سيهبّون مجهزين على الصينيين معلنين الاستقلال، وقد كان من المعروف أن الإمبراطور الصيني كان يتجول ليلاً متخفياً في العاصمة (جانغان) وقد بيّت الأتراك العزم على أسر الإمبراطور آنذاك بسهولة إلا أن عاصفةً مفاجئة هبّت ليلة التنفيذ حالت دون خروج الإمبراطور من قصره فخشي كورشاد من مغبّة تأخير التنفيذ خوفاً من افتضاح أمر الخطّة وقتل الأسرى الأتراك، وبجرأةٍ خارقة قرر كورشاد الهجوم على القصر الإمبراطوري واختطاف الإمبراطور بقوة السلاح، وكان في هذا يعتمد على الفارق الكبير بين قدرة استعمال زملائه للسلاح وبين قدرات الصينيين في استعمال السلاح.

و بالفعل فقد هجم الأبطال الأربعون في تلك الليلة على قصر الإمبراطور الصيني وقُتِلَ مئات الصينيين بسهام الأتراك إلا أن العدد الفائق للحراس الصينيين كان حائلاً دون وقوع الإمبراطور الصيني بيد الثوار، فأمر كورشاد حال تيقنه من هذا بالانسحاب من القصر فهجم الثوار الأتراك على إسطبلات القصر واستولوا على وغنموا جياد الإمبراطور واستطاعوا أن يخرجوا من العاصمة الصينية إلا أن جيشاً صينياً بكامله اقتفى أثر الثوار الأربعين وقد وقف الثوار الأتراك على ساحل نهر (وي) وقَتلوا من الصينيين مئات آخرين ثم قُتلوا ببطولة نادرة وبقي كورشاد وتسعة وثلاثون زميلاً له على تربة ساحل نهر (وي) الصفراء مخلفين للتاريخ التركي مفخرةً تعد من المعجزات.

لم يستكن الأتراك بعد إحباط الثورة فاهتزّت الأراضي التركية طلباً للاستقلال وإذا أمعنّا النظر لا نجد بطولة فائقة مثل هذه الثورة في تاريخ أية أمّةٍ، فقد أرعب هؤلاء الثوار الإمبراطورية الصينية إلى حدٍّ كبير وكان عملهم حافزاً قويّاً لاستقلال الأتراك، تطوّر على مر الزمن ليصبح سيلاً يكتسح الأراضي الصينية.





The homeland of Turks is not Turkey or Turkistan
its great and eternal place called Turan
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.04406 seconds with 10 queries