عرض مشاركة واحدة
قديم 28/09/2008   #3
شب و شيخ الشباب Nihal Atsiz
عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ Nihal Atsiz
Nihal Atsiz is offline
 
نورنا ب:
Feb 2008
المطرح:
دمشق
مشاركات:
350

افتراضي


الأسطورة الثالثة:

أسطورة أرگاناقون (Ergenekon Destanı):

لم تكن من أراضي تركية إلا وكانت تخضع لحكم الأتراك الگوك تورك، الأمر الذي أثار قلق وانزعاج الأقوام الأجنبية المحيطة بالأتراك فجمعوا شملهم وعزموا على محاربة الأتراك الگوك تورك واتجهوا إلى بلاد الترك، وكان هدفهم الثأر من الأتراك، وعندما تناهت هذه الأخبار إلى مسامع الأتراك قاموا بجمع أموالهم ومواشيهم وخيامهم الدائرية ونقلها إلى مكان آمن وهناك قاموا بحفر خندق حول ذلك المكان منتظرين قدوم الأعداء، وعندما وصل الأعداء بدء القتال بين الطرفين واستمر هذا القتال عشرة أيام كان النصر فيها إلى جانب الأتراك الگوك تورك، وبعد هذه الهزائم التي حلت على الأقوام الأجنبية اجتمع ملوك وأمراء هذه الأقوام في سهل مخصص للصيد وتناقشوا في الأمر، وبعد النقاش توصلوا إلى نتيجة فحواها، إن لم نصنع للأتراك حيلة نوقعهم فيها فستكون العاقبة علينا وخيمة

ومع بزوغ الشفق جمع الأعداء ما خف وزنه من أملاكهم وحملوه وتظاهروا بالهروب من أما الأتراك الگوك تورك، فظن الأتراك الگوك تورك أن الأعداء قد خارت قواهم وقاموا بالهروب فعملوا على اللحاق بهم وتفي أثرهم، وعندما رأى الأعداء فرسان الگوك تورك يقومون بملاحقتهم قاموا بالرجوع عليهم بشكل مباغت وعن طريق الحيلة استطاعوا ضرب الأتراك الگوك تورك وإلحاق الهزيمة بهم وأعملوا فيهم القتل والدمار كما حرقوا لهم خيامهم ونهبوا واستولوا على أملاكهم ولم ينج منهم أحد، قتلوا كبارهم وجعلوا صغارهم عبيداً، وقام الأعداء بتقاسم أملاك الأتراك الگوك تورك

كان على رأس الأتراك الگوك تورك وقتها ملك يدعى (إيلهان)، كان هذا الملك يمتلك الكثير من الأولاد، لكن أولاده قتلوا جميعاً في هذه الأحداث ماعدا ابناً واحداً يدعى (قايي) الذي كان قد تزوج قبل سنة واحدة فقط من هذه الأحداث، كما كان لإيلهان ابن أخت يدعى (دوقوز أوغوز) وقد سقطا كلاهما أسرى في يد الأعداء، لكن وفي الليلة ذاتها استطاع كل من قايي ودوقوز أوغوز من امتطاء خيولهما وتحرير زوجتيهما والعودة إلى ديار الگوك تورك آخذين معهم الكثير من الإبل والخيول والثيران والخراف، وعند عودتهم على إلى ديار الگوك تورك فكرا بما يدور حولهما من أحداث وقالا: إن جهاتنا الأربع مليئة بالأعداء، لذا يجب علينا أن نعبر الجبال لنجد مكاناً بعيداً عن قدم أي بشر، ونستطيع أن نستقر به ويصعب الوصول إليه على أحد، جهزوا أمتعتهم وما يمتلكون من ماشية وتوجهوا نحو الجبال، كان الطريق الذي يسلكونه هو الطريق الوحيد العابر إلى قلب الجبال، والطريق هذا كان طريقاً صعباً لا يتسع إلا لسير فرس أو جمل واحد وبصعوبة فائقة أيضاً، وأي خطوة خاطئة سيعني انزلاق صاحبها إلى قعر الوادي وستجعل منه قطعاً متناثرة، وبعد أن عبروا هذا الطريق وصلوا إلى أرض مليئة بالجداول والينابيع والنباتات المختلفة الأشكال والألوان والفاكهة والأشجار وميادين الصيد، وعندما رأوا هذه الأرض جثوا على ركابهم اليمنى(1) وشكروا الله على ما منحهم من نعم، عاشوا في تلك الأرض على أكل لحوم حيواناتهم شتاءاً وصيفاً على شرب لبنها ولبسوا صوفها وفروها، وأطلقوا على هذه الأرض اسم أرگاناقون

تكاثر أولاد هذين الأميرين الگوك توركيين في أرگاناقون فكان لقايي الكثير من الأولاد فيما لم يتجب دوقوز أوغوز الكثير من الأولاد، استمر مكوث سلاله هذين الأميريين في أرگاناقون فترة طويلة من الزمن وتكاثروا بشكلٍ كبير، وبعد أربعمائة سنة لم تعد أرگاناقون تسعهم ومواشيهم وذلك بسبب تكاثرهم الكبير، ولحل هذه المشكلة قاموا بعقد قورولتايٍ(2) كبير، قالوا في هذا القورولتاي، سمعنا من أجدادنا أن خارج أرگاناقون بلاد فسيحة، وأوطان جميلة، خاصة وأن وطننا الأول كان هناك، لذا يجب علينا أن نتقصى عبر الجبل طريقاً يحملنا عبر الجبال إلى خارج أرگاناقون، وهناك في الخارج نسالم كل من يصادقنا ونقاتل كل من يعادينا

وبعد أن أخذ القورولتاي ذلك القرار عمل الأتراك الگوك تورك على البحث عن ذلك الطريق الذي سينقلهم خارج تلك الجبال لكن جميع محاولاتهم في إيجاد طريق يحملهم خارج أرگاناقون لم تثمر، وفي هذه الأثناء قال أحد الحدادين الأتراك أن هذا الجبل الذي أمامنا يتكون ترابه من معدن الحديد، ونستطيع أن نقول أنه حديد بمجمله، إذا قمنا بتذويب هذا الحديد قد يمنحنا الجبل معبراً للعبور إلى خارج أرگاناقون

اجتمع الگوك تورك في المكان الذي أشار إليه الحداد ليروا ذلك الجبل، كما أعجبتهم فكرة الحداد، فجمعوا الحطب بكميات هائلة وكذلك الفحم وأكثروا من وضعه على الجبل وأطرافه، وبعد أن انتهوا من تجميع الحطب والفحم على الجبل قاموا بصناعة سبعين كيراً(3) كبيراً استخدموا في صنعه سبعين جلد حيوان ونشروه على سبعين موقعاً وأوقدوا بعدها النار في الحطب والفحم وبدءوا بتأجيج النار وذلك بنفخ الكير، وبقوة الله وعنايته تأججت النار وبعد أن سخن الجبل بدء الحديد بالذوبان وسال الحديد من الجبل، وفُتح بالجبل طريق يكفي لعبور جمل من خلاله، لقد كان ذلك الوقت ساعة ويوماً وشهراً وسنة مباركة، تلك كانت اللحظة التي انتظرها الأتراك منذ زمن، الخروج من أرگاناقون

بدأ الأتراك الخروج من أرگاناقون عبر ذلك المعبر، كما أصبح ذلك اليوم بالنسبة للأتراك يوماً مقدساً كما بدؤوا من بعد ذلك بالإحتفال بذلك اليوم من كل سنة كعيد مقدس، ويقيمون فيه المراسم الفخمة، جالبين قطع من الحديد ويقومون بتسخينها على النار ممسكين قطع الحديد بالملقط واشعينها على السندان وبعدها يبدؤون طرقها بالمطرقة، ومن ثم يتبعهم بفعل ذلك أمراء الگوك تورك مباركين لهم ذلك اليوم

وفي اليوم الذي خرج فيه الأتراك من أرگاناقون بقيادة بورتاجينه سليل قايي خان قام بورتاجينة بإرسال رسل إلى الدول المجاورة، وأبلغهم عودة الشعب التركي من جديد كما عاد الأتراك الگوك تورك وفرضوا سيطرتهم من جديد وبنوا امبراطورية قوية منيعة



1- وهي عادة قديمة لتبيين الاحترام لدى الأتراك
2- مؤتمر موسع تعقده القبائل التركية لاتخاذ قرارات حاسمة
3- الكير هو جهاز كان يصنع من جلود الحيوانات قديماً لنفخ الهواء على النار أثناء الإيقاد


The homeland of Turks is not Turkey or Turkistan
its great and eternal place called Turan
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.03397 seconds with 10 queries