نعود للجلسة الغير عامرة مع الشباب الطيبة ،
كانوا محلّقين وكل منهم علّق على رأسه لافتة كبيرة بلون أصفر وكتابة سوداء تقول :" بيس ان مايند " ، نعطِّل الحياة قليلاًُ ونحاول القبض على ذيل الوقت لنلويه ويقتنع بالوقوف ونكتشف فيما بعد أن وقوفه مجرّد كذبة متقنة يصدّقها أي أخرقٍ فينا ! ماذا يعني أني كلما فكرتُ ، وجدتكِ بيني وبيني ؟ أجدك في لافتات الطرق ! وأوراق التقويم ! وحكايا الجدّاتِ وأنّات المرضى وكآبة الممرات ! أكرهكِ لأنكِ تفورين فيّ كما يفور الدم من عنقِ دجاجة حين تُذبح !
حاولتُ أن أتجاوزك ، أتجاوز حقيقة كوني على الهامش ، وأنه سيأتي يوماً ويُغلق الكتاب ويسقط هذا الهامش بدعوى السهو أو أي عذرٍ قبيحٍ آخر !
نعم يا حبيبتي أيقنت أن العالم حذاء ضيّق لم يتسع لقدمي فكيف برأسي وقلبي معاً ! أيقنت أنه حذاء ضيق لأن أهلكِ مثلاً يرغمونك على العودة لذاك الثور الذي يحرق حقولي ويسطو عليها كل ليل ولا أستطيع إلا أن أبكي على ظلك ومحيط عينيكِ البعيد !
أيقنتُ أنه حذاء ضيّق لأنه لا يمكنك أن تنال فيه ما تريد ، يمكن أن يُعبّر عن الأمر بصيغةٍ أخرى على لسان رجل أكل منه الدهر والشرب ولم يشبع : لك هذا حال الدنيا !
|