نت مان : كل الاحترام
أولا بالنسبة لتحريم الخمر ليس كما ذكرت التدرج على النحو التالي ، ولم يحرم الرسول شيئا وحلله
إليك القصة الكاملة :
1-
بدايــــــة .. حين أنزل الله تعالى: {ومن ثمراتِ النَّخيلِ والأعنابِ تتَّخذونَ منه سَكَراً ورزقاً حَسناً..} (16 النحل آية 67)
تلميح إلى لوجود منافع اقتصادية للنخيل والأعناب، حيث ذكر أنهم اتخذوا من ثمراتها سَكَراً ورزقاً
فوصف الرزق بأنه حسن وسكت عن السَّكَر لِيَفهمَ السامعَ أنه قبيح
2-
ثم تبعتها الخطوة الثانية ، وهي تحريك الوجدان الدِّيني في نفوس المسلمين
عن طريق الموازنة بين نفعها المادي الضئيل، وضررها الجسدي والروحي الكبير
بنزول الآية الكريمة: {يسألونكَ عن الخمرِ والميسرِ قلْ فيهما إثمٌ كبيرٌ ومنافِعُ للنَّاسِ وإثمُهُما أكبرُ من نفعِهِما..} (2 البقرة آية 219)
3-
ثمَّ كانت الخطوة الثالثة، وهي التحريم الجزئي للخمر في أوقات الصلاة
فنزلت الآية الكريمة: {ياأيُّها الَّذين آمنوا لا تَقْربوا الصَّلاةَ وأنتم سُكارى حتَّى تعلموا ما تقولون..} (4 النساء آية 43)
فلم يبق للمولعين بها إلا الليل من بعد صلاة العشاء، وفي هذا التضييق على شاربي الخمر
إعداد لهم وتأهيل، لاستقبال الحكم النهائي بالتحريم القطعي لها
4-
ثم جاءت الخطوة الحاسمة، وهي التحريم القطعي للخمر، وفي جميع الأوقات
بعد أن تهيَّأت النفوس والأجساد لها؛ فصدر الأمر الجازم في
قوله تعالى: {ياأيُّها الَّذين آمنوا إنَّما الخمرُ والميسرُ والأنصابُ والأزلامُ رجسٌ من عملِ الشَّيطانِ فاجتنبوهُ لعلَّكمْ تُفلحون}
، ، ، ، ، ، ، ، ، ، ، ، ، ، ، ، ، ، ، ، ، ، ، ، ، ، ،
أما بالنسبة للحديث الذي ذكرت .. فلن أرد بشيء وإنما فسأقتبس لك معنى كلمة نبيذ كما في لسان العرب
(وبإمكانك الرجوع اليه إن كنت لا تثق بي كمسلم) :
والنبيذ: ما نُبِذَ من عصير ونحوه
وقد نبذ النبيذ وأَنبذه وانتبَذه ونَبَّذَه ونَبَذْتُ نبيذاً إذا تخذته
والعامة تقول أَنْبَذْتُ. وحكى اللحياني: نبذ تمراً جعله نبيذاً، وحكى أَيضاً: أَنبذ فلان تمراً
قال: وهي قليلة وإِنما سمي نبيذاً لأَن الذي يتخذه يأْخذ تمراً أَو زبيباً فينبذه في وعاء
والنبذ: الطرح، وهو ما لم يسكر حلال فإِذا أَسكر حرم .
وقد تكرر في الحديث ذكر النبيذ، وهو ما يعمل من الأَشربة من التمر والزبيب والعسل والحنطة والشعير وغير ذلك
نفهم من هذا ان النبيذ يطلق علي التمر و العنب و الزبيب و الشعير الذي انتبذ بالماء .. [لسان العرب]
، ، ، ، ، ، ، ، ، ، ، ، ، ، ، ، ، ،
و احاديث رسول الله صلي الله عليه و سلم تبين ان النبيذ الذي شربه رسول الله ليس مسكرا
إليك هذا الحديث : عن أبى هريرة عند أبى داود والنسائى وابن ماجه ، قال علمت أن النبى ـ صلى الله عليه وسلم ـ
كان يصوم ، فتحنيت فطره بنبيذ صنعته فى دباء ، ثم أتيته به ، فإذا هو ينش ( أى يغلى أى مختمر )
فقال : (
اضرب بهذا الحائط ، فإن هذا شراب من لا يؤمن بالله واليوم الآخر )
، ، ، ، ، ، ، ، ، ، ، ، ، ، ، ، ، ، ، ، ، ، ، ، ، ، ، ، ، ، ، ، ،
أما عن فترة الــ 20 سنة التي ذكرت .. فعذا تضخيم وسوء فهم ..
ذلك أن معركة أحد وقعت عام 2 للهجرة .. أي بعد سنتين فقط من استقرا المسلمين
وأمانهم بالمدينة .. في تلك السنتين بدأت مرحلة التدرج التي ذكرت ..
قد تقول : ماذا عن السنسين التي قضاها المسلمون في مكة .. فأقول
أن المسلمين حينها لم يكونو مستعدين لاستقبال تشريع يخص الحياة الاجتماعية
إنما معظم التشريعات الربانية التي نزلت بمكة تركز على العقيدة و بث التوحيد بالنفس
لكن هذا لم يمنع من نزول قوله تعالى : (ومن ثمرات النخيل ....) كبداية لسلسلة قادمة >>