اقتباس:
كاتب النص الأصلي : أنثى استثنائية
هل باتت الكوميديا عبارة عن حقنة يُحقنُ بها الجمهور كي ينسى بكاءَ الواقع ؟؟؟
أم واقعنا مُضحك فنزيدُ عليه بمزيد من الكوميديا ؟؟؟
|
الكوميديا ليست حقنة مخدرة أو منومة تذر في العيون لينسى الجمهور بأسه وجحيمه الأرضي هي أسمى من ذلك.
الكوميديا الحقيقية الراقية هي التصوير الأصدق للواقع ذاته والتعبير الأمثل عنه
لأن واقعنا أو واقع الحياة على الأرض كلها هو هزلي جحيمي ولا ينفع التعبير عنه سوى بنفس منواله
كيف يمكن لي مثلا أن أنتقد شيخا متصابيا نقدا مجديا بدون كوميديا ساخرة ؟
لو حاول بروفيسور كبير في علم النفس ذم سلوك ذلك الشيخ في محاضرة جدية جادة خلال عدة ساعات فإن محاولته لا تجدي وأثر كلامه لايضاهي لقطة كوميدية ناقدة تسخر من سلوك الشيخ العربيد مدتها لا تتجاوز دقيقة
وعلى هذا المنوال يمكن إنسحاب باقي امور الحياة
اقتباس:
كاتب النص الأصلي : اللامنتمي
هل تسمَعينَ بـِ المُضحكِ المُبكي عَزيزتي ؟
هذا هوَ " واقعنا "
لا أعلم إن كان " َشابلن وَ صديقه " يَبكيان ِ في قلوبهما أثناءَ إضحاكهما للجهمور
لا أعلمُ ما يَتمزقُ في داخلهم أثناءَ عرض ِ تلكَ الحَركاتِ الاستعراضية وَ الإبتسامة الحزينة
لا أعلم أيضاً ماذا يَفعلان ِ بعدَ الكأس السادس بعدَ العرض.
|
يكفي أن نعلم أن شابلن خرج من أمريكا ذات يوم وهو يقول : " لن أعود إلى أمريكا حتى ولو صار المسيح حاكما لها " هذا القول يختزل كافة عذابات شابلن وصراعاته المريرة مع أجهزة الأمن في ذلك الوقت حيث كان الطاغية ( إدجار هوفر ) وهو في أوج سلطته متربعا على رأس الجهاز الأمني قد جعل همه التضييق على شابلن حتى أحال حياته جحيما جعل شابلن يفر منه بتلك الطريقة المبكية
نعم لقد كان شابلن يبكي في قلبه سرا ويكتم معاناة تمزق كيانه وتنزف روحه ألما متواصلا في أثناء تلك المشاهد الكوميدية التي أضحكت العالم بأسره
بل ربما أن سر عبقرية شابلن تكمن في معايشته تلك الإزدواجية الثنائية المتلازمة "ثنائية الفرح- الشقاء " بآن معا وقلة هم من يفلحون في تجاوز خطر الإنهيار حين يدورون في دوامتها