اقتباس:
قالت صحيفة ورق بيضاء كالثلج " قد برئت نقيةطاهرة وسأظل نقية إلى الأبد . وإنني لأوثر أن أحرق وأتحول إلى رماد أبيض على أن آذنللظلمة فتدنو مني و وللأقذار فتلامسني"فسمعت قنينة الحبر قولها وضحكت في قلبها القاتمالمظلم ولكنها خافت ولم تدن منها ..وسمعتها الأقلام أيضا على اختلاف ألوانها ولمتقربها قط .وهكذا ظلتصحيفة الورق البيضاء كالثلج -نقية طاهرة- ولكن ..فارغة .
**************************************
|
بهذه الأسطر جبران اختصر الحياة الحياة هي معادلة لن يقدر أحد أن يحصل عليها كاملة
فيجب أن يضحي بشيء من أجل شيء أخر
و شبه الورقة شبه كثير من الناس
الرجل الناسك الذي يعتزل الناس و يجلس في صومعته
ليحاول العثور على الله إنه يخسر مشاركة الناس في الأفراح و الأتراح
لأنه يعتقد أنه بعزلته يخدم أكثر مما يفعله الآخرون
و الرجل الثائر الذي يترك و يتخلى ربما عن حياة النعيم
و يختار حياة التعب و التشرد من أجل
بعض المبادئ و الأسس التي اتخذها في حياته
فربما يدفع حياته أو حريته ثمناً لذلك
فهذه الورقة هي مثل الناسك أو الثائر
فهي ( الورقة ) أرادت أن تبقى و تتمتع بنقائها و طهارتها ( بياضها)
إلى الأبد على أن تقترب منها قذارة الحياة و الكاتبة البشرية
و هكذا بقت الورقة بيضاء طاهرة
و لكن للأسف وحيدة منسية
ربما لو أنها تنازلت عن طهارتها و نقائها
لأصبحت خالدة في التاريخ أو غيرت حياة احد ما
و هنا أيضا تتحقق معادلة الحياة
فلا يمكن لأحد أن يستحوذ على المعادلة الكاملة
____
هامش : أول مرا بكتب بالفصحة 
*** لنصير مزبلة و بدون تاريخ ***
"محمد الماغوط "
حطم سيفك , تناول فأسك , و اتبعني و ازرع السلام و المحبة في كبد الأرض
"رسالة الرب بعل إلى شعبه السوري "
عالوعد يا كمون
أخوية ... أبو وليام على طول الدرب
|