انا احن لذاك اليوم عندما كان ابي يعزف على الاورغ وكاسة الويسكي على يمينه والسيجارة في فمه
عيونه مغمضة وتعابير وجه تدل على انه في قمة الابداع
اجلس على الكنبة الطويلة في حضن امي
ووالدي يبدع في العزف,, الاضواء خافتة والجو رائع
امي تمرر اصابعها على شعري . . . وتستمتع بصوت الموسيقا
والدي كان له عزف مميز جدا وجميل تارة يعزف بهدوء وتارة تهب باصابعه موجات تجعله يعزف بقوة
وانام في حضن امي والابتسامة على وجهي
هذا ما احن اليه وادفع نصف عمري لكي ارجع ولو مرة واحدة لتلك اللحظات حتى امسك بكمرة تصوير
واصور كل شئ
ربما تبدو قصة خيالية . . . ولكني هكذا كانت طفولتي مع والدي

من دواعي سرورك ان تغوص في اعماق صورتك
تمضها بعينيك وذرايعك
وقلبك يلهو احيانا بخفقانه
وبصخب هذه الشكوى الوحشية المتمردة
فانتما تغمضان لا تبوحان
|