03/09/2008
|
#8
|
مشرف
نورنا ب: |
Oct 2006 |
المطرح: |
الغدّ |
مشاركات: |
2,008 |
|
عندما يسخر القدر من إنسان يموت من الضحك,
فإن لم يمت صار فيلسوفا. -خرج توقيع -
ذكرتني بإحدى طرائف الأصمعي,
واسمحلي اتعدى عموضوعك بذكرها!..
قال الأصمعي: دعاني بعض العرب الكرام الى قِرى الطعام فخرجت معهم الى البرّيّه فأتو بباطيه وعليها
سمن فجلسنا للأكل وإذا بأعرابي ينسف الأرض نسفا فجلس معنا على الطعام من غيرِ نداء فجعل يأكل
والسمن يسيل على ذراعه, فقُلتُ في نفسي لأضحكن الحاضرينَ عليه, فخاطبته قائلا:
كأنكَ اثلةٌ في ارضِ هشٍ ** اتاها وابلٌ من بعدِ رشِ
فالتفت الأعرابي إلي بعينٍ مبحلقةٍ وقال لي: الكلام انثى والجوابُ ذكر, وأنت:
كأنكَ بعرةٌ في اُستِ كبشِ ** مدلاّة وذاكَ الكبشُ يمشي.
يقول الأصمعي فقلت له: هل تعرفُ شيئا من الشعرِ او ترويه؟
فقال الأعرابي: كيف لا وانا امهُ وأبوه.
فقلت إن عندي قافيهً تحتاج الى غِطاء .
فقال البدوي: هات
يقول الأصمعي : فغطستُ في بحورِ الشعر فما وجدت قافيةً اصعبَ من الواو المجزومه فقلتُ:
قوم بنجدٍ قد عهدناهمُ ** سقاهم اللهُ من النوِ نوْ
وقلت له اتدري ما النوء؟
فقال: نوٌ تلالا في دجى ليلةٍ ** حالكةٍ مظلمةِ اللّو
فقلت: لو...... ماذا ؟
فقال البدوي : لو سارَ فيها فارس لأنثنى ** على بِساط الأرضِ منطوْ
فقلت: منطو...... ماذا ؟
فقال البدوي : منطوي الكشفِ هضيم الحشا ** كالبازِ ينقض من الجوْ
فقلت له: الجو...... ماذا ؟
فقال البدوي : جو السماء والريحُ تعلو به ** إشتنَ ريحُ الأرضِ فأعلوْ
فقلت :فأعلو ........ ماذا ؟
فقال البدوي : فأعلو لمّا عيل من صبرهِ ** فصار نجوى القومِ ينعوْ
فقلت :ينعو.........ماذا ؟
فقال البدوي: ينعو رجالا للقنى شرعتْ ** كفيت ما لاقو وما يلقوْ
يقول الأصمعي فعلمت انه لاشئ بعد القنا ولكن اردت ان اثقِلَ عليه
فقلت :ويلقو ........ماذا ؟
فقال البدوي : إن كنتَ لا تفهمُ ما قلتُه ** فأنت عندي رجلٌ بوْ
فقلت: البوْ ........ماذا ؟
فقال البدوي : البو سِلْخٌ قد حشي جلدُهُ ** يا الفَ قرنان تقم اوْ
فقلت له: اوْ........ماذا ؟
فقال البدوي: او اضرب الرأس بصَوّانةٍ ** تقول في ضربتها قوْ
يقول الأصمعي : فخفت أن اقول له قو.... ماذا؟ فيضربني ويكمل البيت
فقلت له: انت ضيفي الليلة.
فقال البدوي : لا يأبى الكرامةَ إلا لئيم
فقلت لزوجتي إصنعي لنا دجاجة واحدة ففعلت
فأتيتهُ بها وجئته انا وزوجتي وإبناي وإبنتاي وقلت له: فرق يا بدوي
فقال :الرأس للرأس واعطاني رأس الدجاجة, والولدان جناحان ,والبنتان لهما الرجلان والمرأه العَجُز,
وانا زائر لي الزّور وأكل الدجاجة ونحن ننظر إليه.
وفي الغد قلت لزوجتي إصنعي لنا خمس دجاجات, فلما اتيتهُ بها وقلت له قسم يابدوي.
قال : اتريد شفعا او وترا ؟
فقلت : إن الله وترٌ يحب الوترْ .
فقال البدوي : انت وزوجتك ودجاجة , وإبناك و دجاجة , وإبنتاك ودجاجة. وأنا ودجاجتان.
فقلت له: اريد ان تقسم شفعا.
فقال البدوي : انت وولداك ودجاجة , وزوجتك وابنتاها ودجاجة , وانا وثلاثُ دجاجات ووالله لا أحول عن هذه القسمة.
فقال الأصمعي : غلبني الأعرابي مرتين في الشعر وفي قسمة الدجاج
لا أحتاجُ لتوقيعٍ .. فالصفحةُ بيضا
وتاريخُ اليوم ليس يعاد ..
اللحظةُ عندي توقيعٌ ..
إن جسمكِ كانَ ليَّ الصفحات
|
|
|