عرض مشاركة واحدة
قديم 13/08/2005   #9
Anonymous
عضو
-- زعيـــــــم --
 
الصورة الرمزية لـ Anonymous
Anonymous is offline
 
نورنا ب:
Oct 2003
مشاركات:
1,826

افتراضي


اقتباس:
منذ مئات السنين والعالم بحاول إيجاد ثغرات في ما قاله محمد .. لم أجد . .. طبعا هناك منافع أنيه ومنافع لاحقة .. .. يا ترا ما هي الدراسه التي درسها حتى وصل لكل هذه العلوم .. ..... شغل العالم كله ....... يا ترا من اين له هذه الأفكار ........ أحيانا أشعر أنه مأله ............. ( أو مبعوث من عند إله )

ان شخصية النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) آسرة لا تدانيها علاقة قائد بأصحابه حبا وثقة وتصديقا. وفي مقدمة كتابه عن السيرة المحمدية، قال الأستاذ منتغمري واط، وهو عالم اجتماع ولاهوت مسيحي، «إن افتراض أن محمدا كاذبا افتراض غير معقول». وتصدى عالم الاجتماع الأمريكي مايكل هارت للمائة الأكثر تأثيرا في العالم تاريخيا، فوضع محمدا أولهم وقال: «لأنه كان ناجحا في عالمين معا; رجل دين ورجل دولة من الطراز الأول».

كتب السيرة المحمدية لا تحصى، أحصيت منها مئات.. ولكن كثيرا منها تأثر كتابه بما حولهم من بيئات دينية، وثقافية، واجتماعية، فألقوا على السيرة ظلالها. أذكر من تلك الظلال الآتية:

أولا: الإسرائيليات: فالتوراة (العهد القديم) تبرز صورة يهوا إله الجنود قائدا حربيا غطت عسكريته على روحانيته.. وعلى نمط مماثل نجد كثيرا من كتاب السيرة أبرزوا عسكرية النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) حتى سموا السيرة نفسها «المغازي» يجارون جندية إله الجنود. نعم كانت للنبي محمد (صلى الله عليه وسلم) عبقرية عسكرية. ولكن الحرب بينه وبين قريش كانت سجالا، وامتازت عبقرية النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) كرجل دولة لأنه حقق أهم ثلاثة إنجازات في سيرته بوسائل مدنية; أقام الدولة في المدينة المنورة سلميا، واستمال الجزيرة العربية للإسلام أثناء عامي صلح الحديبية سلميا، وفتح مكة سلميا.

ثانيا: المسيحيات: الأناجيل (أي العهد الجديد) تقيم سيرة عيسى عليه السلام على أساس غيبي معجز، ومفردات حياته حافلة بمعجزات، أثبت بعضها النص القرآني نفسه بدءا بمولده لغير أب وختما بآخرته (إِذْ قَالَ اللَّهُ يَاعِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ).. آيات جاراها كثير من كتاب السيرة المحمدية لكيلا تقل المعجزات المحمدية عن العيسوية، هذا مع أن القرآن الكريم واضح كل الوضوح في بيان نوع الحجة المحمدية (وما مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالآيَاتِ إِلا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الأَوَّلُونَ) وواضح في هوية صاحب الدعوة: (قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَه وَاحِد). حجة النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) اتخذت منهجا آخر: (قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ).

ثالثا: الحكم: الدولتان الأموية والعباسية حققتا إنجازات حضارية وسياسية واقتصادية عظيمة، ولكنهما في أمر نظام الحكم استحدثتا كثيرا من النظامين القيصري والكسروي لا الحكم النبوي.

كثير من كتب السيرة روت سيرة النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) رجل الدولة بصورة اقرب إلى الحاكم المطلق الذي عهدوه، مع أن الحقيقة هي أن النبي (صلى الله عليه وسلم) دوَّن صحيفة المدينة، وهي دستور للحكم ليقيم نظاما لا مركزيا في الشؤون الدينية والمالية، وذا واجبات دفاعية ودبلوماسية. نظاما لحمته الشورى. والحقيقة في هذا الصدد أن هدى النبوة لم يترك نظام حكم معينا بل ترك مبادئ سياسية وأحكاما. وترك أمر نظام الحكم لاجتهاد المسلمين فاجتهدوا وأقاموا ما أقاموا من نظم مواكبة في زمانهم غير ملزمة لمن بعدهم.

رابعا: النمط الذكوري: كثير من كتب السيرة تصور النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) رب الأسرة بصورة النمط الذكوري المتأمر الذي يفضله كثير من الرجال في علاقاتهم بالنساء والعيال. مع أن الحقيقة هي أن صورة النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) في أسرته إنسانية تقوم على المودة والرحمة والشورى والمؤانسة والدعابة، لا سيما علاقته بالسيدة خديجة ثم السيدة عائشة بعدها.

هذه المجالات الأربعة مجرد نماذج لوجوه من سيرة النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) لوثها بعض كتاب السيرة وجاراها بعض رواة الأحاديث، فرسمت صورة غير صحيحة لحياة نبي الإنسانية التي لا أجد فيما بين أيدينا من قطعيات الوحي وصفا لها إلا قوله تعالى (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاّ رَحْمَةً لِلعَالَمِينَ).
 
 
Page generated in 0.03230 seconds with 10 queries