يقولُ الأصمعي :
" بينما أنا أسيرُ في البادية إذ مررتُ بـِ حجر ٍ مكتوب عليه هذا البيت
أيا معشرَ العشاق ِ باللهِ خبروا
إذا حلَ عشقٌ بالفتى كيفَ يصنعُ
فكتبتُ تحته
يداري هواهُ ثمَ يكتمُ سرهُ
وَ يخشعُ في كل ِ الأمور ِ وَ يخضعُ
ثم عدتُ في اليوم الثاني فوجدت مكتوبا تحته
فكيفَ يُداري وَ الهوى قاتلُ الفتى
وَ في كُل ِ يوم ٍ قلبه ُ يَتقطعُ
فكتبتُ تحته
إذا لم يجد صبراً لكتمان ِ سرهِ
فليسَ له شيءٌ سوى الموتِ أنفعُ
ثم عدتُ في اليوم الثالث فوجدت شاباً مُلقىً تحتَ ذلكَ الحجر ِ ميتا ً وَ قد كتبَ قبلَ وفاته
سمعنا أطعنا ثم مُتنا فبلغوا
سلامي على مَن كانَ للوصل ِ يَمنعُ "
" الحكاية في ص 403 من كتاب المُـستطرف في كل فن مُـستظرف للإمام شهاب الدين الأبشيهي
الصادر عن دار بيروت "
******
هل نستطيع اعتبار الأصمعي قاتلاً في تلكَ الحكاية
أم كانت مُساهمته كـَ رصاصة الرحمة
أم القاتل هوَ الذي يمنعُ الوصل بينه مَحبوبته
أم الحُب الصادق هوَ القاتل ؟
" أعطني سـَريراً وكِتاباً تكونُ قد أعطيتني سـَعادتي "