القلب أنهكه تقطيع شوارع النبض خفقة وسكوناً...فأتكأ قليلاً على صخرة الأمل...ينهل خيوطاً من شمس باتت طويلة الغياب والهجران...
كان ذلك عندما مزقت عواصف الدهر سفينته..وتطاولت أمواج بحار اليأس على شراعه...كأن بها انتقاماً وسعاراً..تلطم عواصفها وجنات الروح...وتتوعده بأعماق غائرة يسكنها الظلام.
أهي مسيرة حياة...أم قدر مكتوب... قد تكون لعنة أسطورية...أو ربما تعويذة شيطانية... أمن الممكن أن تكون قصاصاً ألهياً.....قد تكون ما تكون...ولكنها قطعاً ليست أبدية..فالغيم الأسود الداكن ألمت به تشققات ليس يدرك مصدرها... ويفتر منها شعاع بسمة من بعيد...بيضاء بياض الثلج....شذاها عابق وغزير... يمد الكف مظلة ً نحو النور...يشد قليلاً من لحم الجفن.. يمعن في الخيال المجنح مع الشعاع البعيد...ترتسم ثنايا الوجه المرهق ابتسامة مائلة جهة القلب... منهكة أجل.. صغيرة أجل.. ولكنها حتماً ابتسامة.
يرهف السمع قليلاً...هناك هدير يعلو مع موج البحر...ما هذا الصوت؟؟
أجل...إنه نداء ربان سفينة اليأس.. فمثله لا يستكين...و لم تطل غفوته على صخرة أتعبتها محطات الانتظار..بين فصول الرواية..
أنتَ...نعم أنت...أيها القلب المتصدع...صَّر ما تبقى من فتات الأمل و آخر قطرات نبيذ الفرح وامض...فمثلك ليس يقيم.
قل للغياب نقصتني..
وحضرت لأكملك
|