ليل الضفيرة
حين تنتمي أحداث الحكاية إلى الزمن الهارب من تفاصيل الذاكرة، وتفلت من قبضة الحاضر الزمني المعقول، لتتخذ شكلاً من أشكال التكرار الحسي المكثّف في حنايا الروح الأسيرة بين جدران اللهفة الحارقة، والصور العالقة بين طحالب الأيام الغابرة، ويفوح من حناياها عبق يشبه رائحة النبيذ المعتق بالخشب والحب. حين يلهو القدر بمصادفات تخترق جدار الحنين في لحظات من الضعف الممزوج بالصمت، والخدر اللذيذ الذي يسوده شرود يمتد بالخيال إلى آفاق تداخلت حدودها بحدود النسيان.
يوم قال لي أحد الأصدقاء، عندما كنت أتطاير حزناً كأوراق الخريف لدى هبوب رياح الفراق.. وأتكسر على شطآن الدمع عندما ارتفعت أشرعة البعد:
أنت الآن صغير يا صديقي، وتحب فتاة صغيرة، الآن يأتي شخص كبير ولديه المال ليسرقها منك.. وتبكي..وغداً عندما تكبر ويصبح لديك المال..ستسرق حبيبة صغيرة من عاشق صغير..وسيبكي.
يومها تمنيت لو كانت طعنة أقوى بقليل..ربما بقوة حبي لك.. ربما بجمال الليل في شعرك.. ربما..ربما كل الأشياء والكلمات...ربما لا شيء..ربما ولا كلمة.. ولكن، ليتها كانت طعنة أقوى بقليل لتقتل هذا الموت.
يومها...
وللحديث بقية في زمن آخر....
قل للغياب نقصتني..
وحضرت لأكملك
|