عضو
-- قبضاي --
نورنا ب: |
Aug 2008 |
المطرح: |
وين يعني مبيني العصفورية |
مشاركات: |
732 |
|
لم أجد شيئاً فوق
كعصفور بلله ماء بارد , ارتعش الصغير على فراشه , سحب اللحاف من تحت رجليه , فبرد الصباح يخترق مسامات الجسد , عبّ نفسا ممزوجا بكل ما يريد, ففراشه وسط الدار تحت السماء , وبين مختلف الزهور, و استمتع بكل الكون دفعة واحدة ,أحس بوسع السماء , ولونها الشبيه بعينيه وعيني جده ,تذكر جده الذي ذهب إلى عند الله ,كما قيل له , وعندما سأل عن مكان الله , قالوا له إنه فوق , في السماء ,تعب الصغير وهو يتجوّل مساء مع الكمّ الهائل من الأضواء المتناثرة فوقه و عند الله, فكيف سيجد الله ليجد جدّه عنده , وعمّن سيبحث أولاً , عرف بغريزته ومن كلام الناس أن الله كبير جداً , نعم الكل يقول ذلك , بحث عنه حتى غلبه النوم , والآن البحث أسهل لقد ذهب كل شيء إلّا هذا اللون الذي يشبه عيني جدّي , من أين جاء هذا اللون؟؟ لابد أنه من جدّي ,بحث وبحث , وعندما وصل إلى طريق مسدود تبرّم في فراشه , ونفض اللحاف عنه وصاح
- ماما أين الله ؟؟؟؟؟؟
تفاجأت الأم بالسؤال ,ترددت , فكّرت , إنه سؤال أكبر منها , لم تتعلم أن تسأله لأن السؤال من المحرمات
_في السماء
_ من البارحة وأنا أبحث عنه , وكانت السماء مزحومة وسوداء , أما الآن فلا شيء والسماء بلون عينيّ , يعني بلون عيني جدي
نظرت الأم إلى والده الذي يجلس بجانبها , عله ينقذها من هذه الورطة , ولكنه كانت عيناه , تسافران أبعد من السماء
أعاده طفله إلى يوم كان بعمره , وكان يلتحف هذا الوشاح السماوي , في نفس المكان و ونفس العمر , هزّته زوجته , التي أكثر ما كان يزعجها فيه, هي هذه الحالة , والتي كانت تسميها ( السطلة) , يعني أنه مسطول , وأحياناً تكون اللفظة أرقى قليلاً فتتحول الحالة إلى الجمدة ,
وعندما لم يتدخل الأب , قالت له الأم
- أخبرك فيما بعد
- ولكنني أريده الآن الآن
ولماذا تريده الآن ؟
_لا أريده هو يا ماما لا أريده .. أريد جدي جدي ,ألم تقولوا لي بأن الله أخذه
_ اسأل أباك ؟
ركض الصغير , وكأنه على يقين من أن أبوه يعرف كل شيء , ورف بجناحيه وحط في حضن والده الذي كان ما يزال يقطع المسافات في رحلة السطلة ,أمسك الطفل بذقن أبيه
- بابا ..بابا أين الله
هل أقول له ,مازلت أبحث عنه منذ بحجمك , أم أقول له نزل من السماء وسكن في القصر وحوله رجال غاضبون دائماً , مصاصي دماء , يحبون لحم الأطفال , ولكن ماذا لو قال لي , وجدّي؟ أين هو الآن .
-حسناً يا صغيري اليوم نبحث عنهما معاً
وعاد الصغير إلى فراشاته وشجيراته , وألعابه وفرحه ,وما زال الوالد يبحث عن جواب
أنا الآن لا أخشى الإله مطلقا. ربما يعود ذلك إلى أنني نفذت تعاليمه. لا أخاف الموت لأنه لا يساوي شيئاً. وكما أنني لا أساوي شيئا بدوري، فأنا لا أخشى أخطر عناصر الطبيعة، مهما فعلت، وحتى إذ جاء ذنب مذنب ليضربنا ويحولنا إلى سلاطة طماطم، فأنا أضحك
آخر تعديل achelious يوم 28/08/2008 في 16:34.
|