هواجس الشباب
يعزّ عليّ أن أتحدث عن الشباب بشأن هواجسهم، وكأنّني أدّعي لنفسي حقّ الكلام نيابةً عنهم، بينما كان همّي دومًا أن أتحدث معهم، فاستمع إليهم وأصغي إلى ما يقولونه عن أنفسهم، وأكتفي بالتعليق عليه انطلاقًا مما أتيح لي أن أكتسبه من خبرة ومعرفة. ألا أنه، وقد طُرح عليّ السؤال، فإنني أسمح لنفسي بأن أذكر، في ضوء صلتي الطويلة بالشباب ومتابعتي الحثيثة لشؤونهم وشجونهم، (أفراداً وجماعات)، ما يبدو لي أنه يشكّل بعضًا من هواجسهم الأساسية.
· التوق إلى تحقيق ذواتهم على أكمل وجه ممكن، في مستقبل يأملون أن يأتي مؤاتيا لتطلعاتهم وأن يكون لهم كلمة ومساهمة في صنعه.
· الرغبة بأن يُعترَف بهم وبوجودهم الفريد وبمعاناتهم وأحلامهم.
· الرفض بأن يُعتبروا تكرارًا للماضي ونسخة عمّن سبقهم.
· المطالبة بحقّ عيش خبرتهم الخاصة، في ظروف جيلهم، وابتكار تعبير جديد عن قيم التراث الحضاري، دون أن تُسَدّ عليهم الطريق مسبقًا وتُنـزَع المبادرة منهم، بحجة خبرة الأجيال التي سبقتهم.
· الحاجة إلى أن يؤخذوا على محمل الجدّ، ولو لم يكونوا بعد "منتجين" (بالعرف الإجتماعي لهذه الكلمة) وأن تُسمَع آراؤهم، ولو اتسم تعبيرهم عنها بشيء من الرعونة والنزق.
· الحاجة إلى أن لا يستقيل الأكبر سنًا حيالهم، إذ هم بحاجة اليهم (وإلى صلابتهم)، وحتى إلى معارضتهم (ولو ضاقوا ذرعًا بها)، لينجزوا بناء أنفسهم، شرط أن يَقبل أولئك بالدخول في حوار حقيقي معهم وأن لا يتخذوا من سنّهم أو سلطتهم ذريعة لإسكاتهم.
· الإصرار على أن تولى حاجاتهم في شتى الميادين، من اقتصادية واجتماعية وثقافية ونفسية (وعاطفية) وروحية، الأهمية التي تستحقها، وأن يمنحها المجتمع مركز الصدارة في هواجسه وخططه، ليشعروا أنهم فعلاً أثمن ما لديه، كونهم أمله في النهوض والنموّ والتجدّد.
بقلم الدكتور كوستي بندلي
نقلاً عن مقابلة صحفيّة
وأنت ما هو هاجسك في الحياة كشاب؟ هل تنطبق عليك إحدى النقاط السابقة أم تود إضافة شيء جديد ؟
وكيف تتعامل مع هاجسك هذا وماهي المعوقات الي تقف أمامه ؟

// وأنّ حضورك في دمي مسكُ الختام //
آخر تعديل sandra يوم 29/08/2008 في 17:36.
|