عرض مشاركة واحدة
قديم 26/08/2008   #2
شب و شيخ الشباب ayhamm26
عضو
-- زعيـــــــم --
 
الصورة الرمزية لـ ayhamm26
ayhamm26 is offline
 
نورنا ب:
Oct 2007
مشاركات:
1,200

افتراضي


س- هل تعتبر أن خيار السلام والتفاوض مع اسرائيل خيانة؟


ج- لا أبدا، لو أن هذا خيار المجتمع السوري ولو أن هؤلاء المفاوضين يمثلون شرعيا المجتمع السوري، ولو أن المجتمع السوري هو المسؤول فعلا عن هزائم لصوصه. بينما المجتمع السوري مغيب وغائب عن أي دور أوأية فعالية حتى فيما يريده لنفسه ولو على مستوى حقوق الأفراد. وبالتالي، فإن نظاما معزولا عن شعبه لا يملك أية شرعية تمثيلية سياسية أو اجتماعية، وهو في الآن ذاته لا يحوز على أي موازين قوى لا في الحرب ولا في السلم. فكل موازين قواه العسكرية موجهة ضد شعبه. ولذا فإن نظاما من هذا النوع لا يمتلك أمام اسرائيل إلا أوراق الخنوع والاستسلام ومن ثم الخيانة وفق صياغاته وخطابه الشعاراتي الديماغوج.
لقد تمكن النظام وفق آليات نظام فساده من أن يستقطب نماذج مدنية مخنثة، نغلة وخلاسية (المثقف الديوث) كما نوهنا، لكي يعبئها ويلحقها في جبهته المعادية لمجتمعها، من خلال استثماره لشهوتها للسلطة، لكنها السلطة الملحقة والذليلة المستجيبة سيكولوجيا لضغوط ماسوشيتها تجاه فحولته السادية العنفية المرموز لها بـ(البوط -الرفس)، ليحل هؤلاء المثقفون المدنيون المخنثون بالتحالف مع الرعاع الريفيون والحثالات المدينية الطرفية محل البورجوازية المدينية الوطنية السورية التي قادت معركة الاستقلال السوري، والتي لم يسجل التاريخ السياسي السوري اسم أي سجين سياسي أو سجين رأي في ظل قيادتها للبلاد، وذلك قبل أن ينقلب عليها العسكر الذين استغلوا النبل والتسامي الوطني لهذه النخب التي فتحت لهم أبواب الجيش للدفاع عن الوطن. فبدلا من الدفاع عن الوطن احتلوا الوطن بعد أن دفعوا ثمن ذلك تقديم- ارادة أو ارغاما- أجزاء منه للأعداء (الجولان - لواء اسكندرون)، وبعد أن أجهزوا على هذا الوطن بتمزيقه طائفيا ومن ثم تدميره كليا بتدمير معنى (المواطنة) بوصفها معادلا للشرعية الدستورية والعقد الاجتماعي.



س- نعود إلى موضوع تهديدك بأنصار (أبو القعقاع)، وما سميته -حينها- بممكنات نقل سيناريو استخدام الأصولية في لبنان في تصفية المعارضين اللبنانيين إلى سوريا، أي نقل هذه التقنية من لبنان إلى سوريا، ومن ثم قرارك الغياب عن الوجه...!




ج- نعم لقد صدر بيان عن اعلان دمشق يحذر وينبه من لجوء السلطة إلى هذه الأساليب، ومن ثم كانت نصيحة الأصدقاء بالابتعاد عن الوجه واعلان هدنة مؤقتة، سيما وأني كنت خارجا من سوريا بطبيعة الحال الى باريس لحضور اللقاء الاشهاري لرابطة العقلانيين العرب.
لكن الحملة التي شنتها قوى أمن الدولة ضد أصدقائي في "اعلان دمشق" أخرجتني عن طوري الذي كان يفترض الميل للتهدئة. نعم خرجت عن طور التهدئة بعد اعتقالهم للدكتورة فداء حوراني والاحتفاظ بها. لقد شعرت حينها أن المجتمع السوري مهدد برجولته، وأن الصمت يعني الاستسلام لانتهاك الشرف بل وحتى العرض بالمعنى التقليدي للكلمة، أمام همجية هذه الطغم النغلة التي راحت تتبدى عن حضور استيطاني في -ما يفترض أنه – مجتمعها. لكن تحدرها من أوساط رعاعية معدمة يجعلها لا تملك أية منظومات قيمية عن معنى الشرف والعرض. وقد أبرز أدب السجن في سوريا هذه المعاني من خلال نقلهم لسوقية وسفالة الاعتداء اللفظي اليومي على شرف السجناء العائلي: الأم والأخت والزوجة والبنت بالتوازي والتناظر مع اهانة المقدسات الثقافية والدينية للسجين التي تدفع بالبطل المسيحي (الملحد) عند مصطفي خليفة في روايته ملحمة الرعب القوقعة) ذات الميثاق المرجعي التسجيلي المبدع والموهوب، إلى أن يقرأ الفاتحة ويصلي صلاة الجنازة الاسلامية على قبر والديه المسيحيين بعد خروجه من السج..
لقد شعرت أن استمرار صمت المجتمع على الانتهاك الرمزي لشرف حرائره -وفداء حوراني سيدة الحرائر- سيشجع هؤلاء الرعاع ليس على الانتهاك القيمي والأخلاقي لكرامة الناس بل وعلى الانتهاك الحسي لشرف المجتمع، أي الولوج الى غرف نومه، فلا تبقى حرمة لأم أو لأخت أو لزوجة أو ابنة. انهم لايعرفون معنى لهذه القيم التي تشكل عنصرا أساسيا في بناء الهوية الثقافية الوطنية للشعب السوري عندما يتجرأون على سبي فداء حوراني ابنة محررهم من الرق والقنانة والعبودية أكرم الحوراني..
هذا الانحطاط القيمي والأخلاقي هو الذي يفسر معنى عدم خجلهم من العالم والمجتمع الدولي عندما يحكمون بالاعدام البطئ على أنبل رمز وطني في سوريا، وهو رياض سيف الذي ترك متاع دنيا عبوديتهم للمال والثروة واختار طريق الجلجلة إلى الحرية. لم يخجلوا أمام العالم الذي عرض عليهم علاجه واعادته -مع ذلك- الى مخالبهم الوحشية. ومع ذلك فهذا العالم راح يخشى شراسة ارهاب سياساتهم المنفلتة العقال، فراح يقدم التنازلات أمام حالة الأمر الواقع الذي راحوا يفرضونه على العالم (مافيويا) من خلال جعلهم المجتمع السوري واللبناني بل والفلسطيني رهائن في أيديهم، مما أدى إلى سكوت العالم على مد يد اسرائيل لانقاذهم باسم المفاوضات، تأسيا بالحكمة الاسلامية ذاتها المعبر عنها بالحيث الشريف : "داروا سفهاءكم"...!


س- بمناسب الحديث عن زيارتك السابقة المشار لها للمشاركة بمؤتمر اشهار رابطة العقلانيين العرب في باريس، أين أنت من هذا المشروع الآن، سيما أننا لم نعد نرى لك مشاركات في موقع الأوان، المعبرعن الخط الفكري للرابطة ؟



ج- انني بعيد عنه اليوم بدرجة ابتعاده عن تبني مسألة الديموقراطية بوصفها أولوية في مصفوفة تجديد المشروع النهضوي والتنويري العربي.
لقد بدا هذا المشروع منذ سنوات في بيروت وفق متوالية هذه الأولوية،حيث كانت اطروحتنا المركزية تتهيكل في اطار تجديد اشكالية الكواكبي القائلة: إن شربلية انحطاط الأمم تعود إلى الاستبداد، وليس إلى الدين والبعد عنه أو الاقتراب منه. فكما أن السياسة ليست كلها استبدادا فكذلك الدين ليس كله استبدادا، بل هناك استبداد واحد يشمل السياسة والدين، وهما صنوان على حد تعبير الجد الكواكبي الأكثر عقلانية ورشادا، وعلى هذا فإن معركة الحريات والحداثة هي معركة الحرية ضد الاستبداد السياسي والديني معا، الذي يفترض أن تكون الديموقراطية "الحريات السياسية" صنو لـ(العلمانية) "الحريات الدينية".
لكن المفاجأة بدت في ظهور أطروحة تم التحضير لها انقلابيا، وهي أننا بحاجة إلى العلمانية ولسنا بحاجة للديموقراطية، لأن الأخيرة ستقود إلى سيطرة الاسلاميين الأصوليين، متناسين أننا كعقلانيين لن نتنازل عن العلمانية بوصفها شرطا للمواطنة وأن لا ديموقراطية بلا شرط المواطنة التي تعني تساوي الجميع (ديانات وطوائف واثنيات وقوميات) أمام القانون في الحقوق والواجبات، وأن ثمة تيارات اسلامية بدأت تقترب وتشترك مع هذه المقاربة، والنموذج التركي جدير بالاهتمام والانتباه في هذا السياق، لكن هذه المقاربة مرفوضة من قبل نظامين عربيين يزعمان العلمنة، وكانت بلداهما صاحبة الحضور الأكبر من حيث التمثيل (تونس - سوريا)، وقد نبهنا إلى أن علمانية من هذ النوع ليست إلا وجها آخر للستالينية التي هي أكثر علمانية من علمانية أصدقائنا العرب الذين ينحاز بعضهم ضد الديموقراطية من موقع أقلوي طائفي في خدمة الأنظمة الطغيانية، مع أن المراهن على الطائفة المسيحية العربية ان تكون استمرارا ومواصلة للمشروع النهضوي التنويري التحديثي الدستوري التعاقدي العربي بوصفها حاملة المثل والقيم الديموقراطية الغربية،لا أن تتخندق مع انظمة زائفة وديماغوجية في مواجهة شعوبها التواقة إلى الحرية، وأن علمانية بلا ديموقراطية لن تكون ألا في خدمة تغطية طائفية النظام الديكتاتوري السوري واوتوقرطية النظام الديكتاتوري التونسي: توأم النظام السوري وصنوه، وإن كان أكثر مصداقية على مستولى المشروع التحديثي والحداثي، وأظن أن حضور النظامين من خلال بعض الممثلين والمتعاونين في ادارة المشروع ذاته، كان له التأثير الكبير على أعادة بناء ادارة موقع (الأوان)، سيما فيما يتصل بالتمثيل السوري فيه، فقد كان ثمة انقلاب إن لم نقل بوحي النظام السوري فهو على الأقل يسعى إلى مرضاته...!



س- هل لهذا السبب لم نعد نجد لك مشاركات في موقع (الأوان) بينما كنت من كتابه النشطاء؟



ج- نعم هذا هو السبب الرئيسي الذي أدى إلى تباعد داخلي، سيما عندما تم الحديث عن ضرورة تجنب نقد النظام السوري ومن ثم اتهام صالح بشير بأنه شجع على نقد النظام، وأن ياسين الحاج صالح شجع على الانفتاح على الاسلاميين، فشعرت حينها بأننا تجاه علمانية ستالينية حقيقية تطرد وتبعد وتدين وتشتم، ويجدر التنويه بأن هذا المنحى لم يكن يمثله الأخ الدكتور محمد الهوني، بل صدر عن صديق سوري مفكر محترم شكل لنا صدمة حقيقية بمواقفه الفكرية والسلوكية... أما السبب المباشر لتوقفي عن الكتابة لموقع (الأوان)، فهي الطريقة (الدكنجية -البازارية) التي تم فيها الحديث عن شروط الكتابة في الموقع: من حيث عدد المقالات التي ينبغي أن لا تتجاوز المقالين، ومن ثم فأنهم لا يمكن أن يدفعوا أكثر من كذا وكذا...الخ، بطريقة لم نسمعها من قبل حتى من ناشرين تجار، فكيف لك أن تسمعها من أصدقاء تثق بقدراتهم وملكاتهم وعطاءاتهم ويجمعك بهم مشروع واحد، علما أننا -للانصاف- لم نسمع هذه التوصيات السوقية من صاحب التمويل الدكتور الهوني ذاته.. وهذا سؤال برسم تأمل الصديق الهوني والصديق السوري ذاته إن كان يتناسب دوره المشارله هذا في الرابطة مع أدائه الفكري المميز...أي هل تستأهل الأمور الصغيرة هذه خسارة الأصدقاء !؟

س - نعود إلى حديثنا الأساسي المتصل بالممارسات الديكتاتورية للنظام السوري، متسائلين : لماذا كانت ردة فعلهم بهذه الوحشية على انعقاد "مجلس اعلان دمشق"؟



ج - السبب الأساسي يكمن في أن انعقاد هذا المجلس كان ردا ملموسا وعيانيا على كذبة النظام الديماغوجية التي يسوّقها عالميا في أنه لا بديل عنه سوى الفوضى أو الأصولية، فأتى انعقاد المجلس لبيرهن أن ثمة قوة ثالثة خارج وحشية النظام وخارج خيار العنف الأصولي، وخارج ما يترتب على هذين الخيارين من فوضى، إنها قوة الحياة في المجتمع السوري التي لم تتوقف عن التدفق لانتزاع الحرية رغم موجات الاعتقالات التي لم تتوقف منذ بداية ربيع دمشق حتى اليوم الذي يخرج فيه أحد أهم أركان هذا الربيع وهو العزيز عارف دليلة، لقد كانت ردة فعل النظام هستيرية لأن مجلس اعلان دمشق استطاع أن يعبر عن نفسه وعن هويته من خلال حضوركافة تيارات المجتمع السوري: اليسارية والقومية والاسلامية وتعبيراته الاثنية والقومية والطائفية التي احتضنها فضاء ثقافي ليبرالي خفف من ثقل التركة الشمولية لدى هذه التيارات وساعد على ممارسة مبدأ الاعتراف بالآخر وقبول التعدد والاختلاف والتغاير، لكن يبدو أن ثقل الميراث الشمولي والشعاري لدى بعض الأطراف القومية - خاصة الناصرية - لم يساعدها على مواكبة هذه الانعطافة نحو الديمقراطية فعلا وممارسة وسلوكا وليس شعارا مناسباتيا للعرض والاستعراض.
ولعل خروج الجناح الناصري زاد من عدوانية القوى الأمنية التي كانت تراهن على بعض العناصر الانتهازية القيادية في الحركة الناصرية كأداة لتعطيل الحراك الديموقراطي، ومن ثم تفشيل حراك اعلان دمشق باسم شعارات مستهلكة بائتة وبائدة عن أخطار خارجية مزعومة تهدد سوريا وتعطي الحق لنظامها أن يبيد الحياة السياسية في البلاد لكي يتمكن من التصدي للمؤامرات الاستعمارية...! في حين أن الشعب السوري أصبح على وعي ببديهية أن هذا النظام محمية اسرائيلية ضد تحرر الشعب السوري وانطلاقته الديموقراطية في سبيل حرياته السياسية التي غدت مدخلال لابد منه لاستعادة سيادته على أراضية في الجولان التي سكت ويسكت عنها هذا النظام مقابل بقائه في الحكم من جهة، ومقابل جائزة ترضية كانت الوصاية عللى لبنان من جهة أخرى، وهذا ما يردده القادة الاسرئيليون بلا حرج أو مواربة، وهو ما يسلكه النظام على الأرض من خلال تشبثه المرضي بلبنان حتى ولو على حطامه نظرا لما يمثله لبنان من جاذبية استثمارية غريزية تناسب مقدراتهم الانتاجية الحشيش -السلاح -البنوك- الكبريهات والكازينوهات وتهريب كل شيء... )، ومن ثم سكوته المؤبد والمخزي نحو الجولان الذي ليس فيه سوى المياه (بحيرة طبريا) وتللك مصلحة وطنية عامة تخدم الشعب السوري لكنها لا تخدم النظام الذي لم يعد تتطابق مصالحه مع مصالح وطنه أبدا، فعودة الجولان لا تصب- مباشرة- في جيوب مافيات النظام مباشرة، فطبريا لا تعنيه حتى اكتشف لهم الاسرائيليون -مصالح تخصهم- من خلال الاتفاق على تحويل هضبة الجولان إلى مناطق استثمار سياحي فقامت قومتهم السلمية اليوم فأرسلوا مندوبيهم للتفاوض على الشراكة...! لقد غدا من المسلمات للحركة الوطنية الديموقراطية أن المعركة مع اسرائيل يجب أن تبدأ من لمعركة من أجل الديموقراطية مع النظام الذي يلغي مجتمعه وناسه وبشره، وهذا ما يطابق المصلحة الاستراتيجية لاسرائيل، وهي أن تخوض مواجهات مع شعارات وليس مع شعوب، مع نظام معزول ومحاصر بمصالحه الكلبية الدنيئة التي تتعارض مع مصالح شعبه بالضرورة ، وليس مع الشعب السوري الحاضن لكل المعاني والقيم الوطنية والسيادية والروحية والأخلاقية والوجدانية.
اسرائيل تعرف أن الخطر عليها لا يتأتى من الأنظمة الديماغوجية -الشعارية-الهتافية -الخطابية -الانشائية...الخ، التي تستخدم حزمة الشعارات هذه لأخراس شعوبها ليس للتداعي للحقوق الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، بل التداعي للحقوق الوطنية والسيادية التي لا تتيح للطاغية الأب أو الأبناء أن يشتروا نظامهم بالصمت عن الجولان أو التنازل بمهانة ونذالة عن لواء اسكندرون...إن ما تخشاه اسرائيل هو حريات الشعب السوري والعربي عموما، أي أنها تخشى الديموقراطية بذات الدرجة التي تخشاها عصابات النظام، لأن الديموقراطية بالنسبة لها هو سر تفوقها على محيطها الاستبدادي الذي يكبل شعوبها بأكثر مما تستطيع فعله بيديها، إذن فالطرفان (اسرائيل والنظام السوري المعزول ) لهما مصلحة مشتركة في تهميش وتغييب وطرد الشعب السوري من ساحة السياسة، ويضيف النظام السوري على المصلحة المشتركة المشار إليها، نزوعاته الثأرية الانتقامية السادية من الشعب السوري الذي لم يستطع ابادة ارادته خلال أربعين سنة، حيث يستطيع هذا الشعب رغم كل الجرائم التي ارتكبت ضده أن يعقد مجلس اعلان دمشق التاريخي كما كان يحب أن يسميه ويعبرعنه رياض سيف بتفاؤله المخلص والطيب، المجلس الذي جمع 163 نمرا من فلذات أكباد المجتمع السوري، فأرعبوا الضباع والذئاب والكلاب وأبناء آوى الذين حولوا وطنهم إلى جثة للقضم والنهش.
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.05711 seconds with 10 queries