العَالم يُفكر .. العَالم لا يَشُـعر !
على غيمة ؛
أرتشِّـفُ فنجانَ قهوة وَ أفكر
الكُرة ُ الأرضية رأسُ الكون وَ هذا الرأسُ يُفكر هذا الرأس حتماً يَرتكبُ حماقة !
حينَ يفتقدُ قلبه وَ يَعجز أن يُحدد :هل زُحل أم المَريخ " القلب " ؟
مِنْ على غيمتي أجزمُ أنَ العالمَ لا يشعر !
إنه ُ مُتخمٌ بالعملياتِ الحسابية المجردة
لذلكَ يقدسُ التاريخ وَ عيد الحب وَ هتلر وَ شارون وَ بوش وَ مصارعة الثيران وَ هيفا وَ شاعر المليون
يتعاملُ مَعَ النتائج وَ يقفُ بجوار المُنتصر ِ دائماً لأنه ُ ضعيف
هذا العالمُ العاجزُ عن ِ التفريق بين السَـعادةِ وَ الوهم
العاجزُ عَن تقدير ِ الإنسـان فقط .. لأنه ُ إنسـان
العاجزُ عَن العثور ِ على سرِّ الحَياة .. لأنه ُ الحَياة
هذا العالمُ الضائع دونَ وسادة ٍ يرقدُ عليها هوَ لا يعرفُ كَيفَ يحلُم
هوَ يعيشُ اللحظة َ مُعتقداً أنهُ قادرٌ على الإنصاتِ وَ الرؤية وَ التهام ِ النمل
أُشـفقُ عليهِ مِنْ جَهله
النبضُ الذي يبحثُ عنه ُ وَ لا يجدهُ في أعماقه
هوَ الإبرة ُ التي تُبقيهِ في حالةِ اتزان
هوَ بقايا الحُبُ التي تشكل بين ذراتهِ وَ لكنه ُ أغترَّ بقوتهِ وَ تبعثر في صورةِ رمل
هوَ الإنسـان
وَ لكن غيمتي تقول :
العَالمُ يُفكر .. العَالم لا يَشُـعر !
يحتاج الحُب
يحتاج أنْ يدعَ النورَ يعبرُ حَتى المَركز
يحتاجُ أنْ يحتضنَ أشياؤهُ وَ يُغرد
يحتاج ُ أنْ يتجاهلَ تأملَ سـاعته وَ هوَ ينتظرُ المَجهول
يحتاجُ أنْ يسـتشعرَ خطوات الإنسان ِ التائهةِ بين نظراتهِ وَ خـُطاه
يحتاجُ أنْ يعلمَ أنه ُ منه ُ وَ له ُ وَ بهِ يعيش
آخر رشـفة قبلَ أن أسـقط َ كـَ قطرةِ ماء على هذهِ الأرض :
[ نحتاجُ أنْ يَـشعرَ العالم .. نرجو أنْ يَسـتيقظ َ الإنسـان ]
" أعطني سـَريراً وكِتاباً تكونُ قد أعطيتني سـَعادتي "