[lostman1]

لا تخلو الجولات التنكرية لقائد شرطة حلب اللواء حسين وحود على العاملين في سلكه من الدعابة والطرافة بما تحمله من مفاجآت تستدعي منح المكافآت للمخلصين والعصاميين وفرض العقوبات بحق المرتشين والمخالفين، ما انعكس إيجاباً على نشاط وآلية عمل الأقسام والدوريات التي استهدفتها الجولة ولينضبط إيقاع المناخ المواتي للاستجابات والمبادرات المحابية لنظام الأمن العام. في أحد أقسام الشرطة التي جال عليها اللواء وحود، متقمصاً شخصية الريفي الذي يرتدي «كلابية وعقال»، بذريعة الإبلاغ عن فقدان هويته نهره أحد الحراس بقوله: «وين طاحش» فكان مقره التوقيف في النظارة في ختام الزيارة على حين نال شرطي في دورية مرور جائزة مادية وتقديراً لأنه رفض تلقي رشوة من قائد الشرطة المتنكر الذي تخلى عن وضع الحزام بحجة ضيق النفس. الثواب والعقاب سياسة متوازنة لا بد من التوفيق بين إجراءاتها لتفعيل العمل وتوجيهه وفق مساره الصحيح، ومن ثم، ليس هناك «ذقن ممشطة» في التعاطي مع الفرد والضابط والمدني والعسكري والمواطن العادي والموظف الحكومي فالجميع سواسية في تطبيق القانون بدليل فرض عقوبة على أحد ضباط الشرطة الذي قادته مهمته للتحقيق في حادث في اتجاه سير ممنوع!. قائد شرطة حلب يعترف بوجود خلل في مفاصل عمل عناصره في مدينة يقارب عدد سكانها ثلاثة ملايين وتعج بالمشكلات التي يتطلب التعامل معها استخدام الحزم والليونة معاً. عناصر المرور منضبطون وقلّت التعديات على قانون السير الجديد وتضاءل التذمر من روح العلاقة التي يشير إليها شعار «الشرطة في خدمة الشعب»، وعناصر فرع الأمن الجنائي لا يكلون في التحري والبحث لدى وقوع أي تعد على القانون وانتهاك لحرمة المواطنين. ويظل للثواب وقع خاص في نفوس العناصر المنضبطين، وبديهي أن يكافأ شرطي في السجن المركزي برفضه تلقي رشوة قيمتها خمسة آلاف ليرة عند ضبطه لجهازين خلويين بحوزة أحد المساجين الذي يكسب من المكالمات الخلوية المأجورة من داخل زنازين السجن مع العالم الخارجي. وعلى الرغم من تسيير نحو 300 دورية ليلية في أنحاء المدينة ورفد عناصرها بـ1200 عنصر إلا أنَّ كادرها لا يكفي للتعامل مع مشكلات مدينة كبيرة مثل حلب يختلط فيها حابل أهلها مع نابل الوافدين إليها من المحافظات المختلفة وخصوصاً من الريف القريب حيث تتباين العادات والتقاليد والمشكلات وتختلف طريقة حلها. الجولات التفقدية التنكرية أتت بعض ثمارها في قسم الهجرة والجوازات حيث تكثر شكاوى التذمر من طريقة التعامل وفي فرع المرور حيث خلية النحل تعمل ليل نهار لكثرة حوادث المرور وفي أقسام الشرطة ذات العلاقة المباشرة مع شكاوى المواطنين ولا بد أن ثمارها ستينع بتكرار المحاولة. الوطن