يقول المعرّي ابنُ الحلبيّة السبيكيّة في "رسالة الغفران":
يا شاكيَ النّوبِ انهضْ طالباً حلبا ..... نهوضَ مُضنى لحسم الداءِ ملتمسِ
واخـلـعْ إذا حـاذيـتـهـا ورعــــــاً ..... كفعـل موسى كليـم اللهِ فـي القدسِ
كانت هذه السّلعة العكاظيّة المحاطة بالجواري والغلمان، المغسولة بخمرة حبّ الوطن، إهداءً منّي إليكَ يا صاحب سيف اللسان ذي الحدّين .
أنا يا صديقي لستُ حنبليّاً لكنّي والله خسرتُ لهجتي لكثرة اغترابي وحضوري بين الغرباء، ولهذا أخشى دوماً الكلامَ بها حتّى وإن فعلتُ مراراً وتكراراً، ولهذا تجدني أنشدُ الفصحى فأفشل في كلّ مرّة!
قالتْ لي حسناءٌ جليليّة تُدعى مروة حنّا على أثر مشاركة لي بالعاميّة "عندما تكتبُ بلهجتك تبدو كأنّك رجلٌ ذهبَ إلى السّوق بثيابِ النّوم"!
بناءً على رغبتك لن أدخل في تفاصيل إجابتِك المتعلّقة بنبيل فيّاض، ولكن جوابك له أكثر من احتمال: فهو قد يعني أنّه طائفيّ متعصّب لسنيّته (سابقاً)! وهو قد يعني أنّه طائفيّ يحقدُ على السنّة! فماذا كنتَ تعني؟!
الآن هلمَّ معي إلى السّؤال الثّاني :
قلتَ في إحدى إجاباتِك إنّك تفضّل اللغة الإيطاليّة على بقيّة اللغات. فما هو مبعث هذا التّفضيل؟! هل تعرفُ هذه اللغةَ؟ وإن كنتَ تعرفها فأين تعلّمتها ولماذا؟ وإن لم تكن كذلك فكيف تفضّل لغةً على أخرى دون معرفة سابقة؟ فالتفضيل والتسبيق يُبنيان على المعرفة لا أكثر! وإن تجاوزنا كلّ هذا فمن هو مطربك الإيطاليّ المفضّل؟! ولماذا؟!

Mors ultima ratio
.
www.tuesillevir.blogspot.com
|