[VivaSyria]

كاتب النص الأصلي : قرصان الأدرياتيك

السّلامُ عليكم ورحمةُ الله وابنِه وروحِه وفيض بركاتِه ونعمه... آمين!

"تبّاً لدهرٍ استأسدتْ فيه الثّعالبُ واستنسرتْ فيه البغاث"، يُقالُ هذا المثل في تقلّب أحوالِ الزّمان، وإنّي أرى أنَّ الإنسانَ ينمو فينمو معه فكرُه ويبلغ به قامةً تثبت رويداً رويداً.هل تعتبر أنَّ التغيير في حياة البشر نعمة أم نقمة؟! باختصار: هل تجد أنَّ فيفا سيريا بخضوعه لمبدأ النموّ والتغيير قادرٌ على التواصل والرّبط بين الماضي والحاضر؟!وضمن بوتقة السّؤال الأوّل: هل نموّ الأفكار ونضوجها عندَك يخضع لمقياسٍ معرفيّ أم اختباريّ؟! وإذا كان معيارُك لنموّ فكرِك معرفيّاً، فكيفَ تنظر إلى محدوديّة المعارف؟! وإذا كان اختباريّاً، هل يُمكن لإنسان أن يبني معايير فكريّة على اختبارٍ شخصيّ فرديّ واحد؟!!!

أهلاً بقرصان ابن عرسان... أما بعد:

بداية مسألة التغيير هي مسألة نسبية بحياة الأفراد.. فمهوم التغيير بحد ذاته يعتمد على الشخص وإدراكه وطبيعته وشخصيته...

من حيث المبدأ لا أعتقد أن هناك أحد يعترض على التغيير نحو الأفضل.. لكنني شخصياً أعتمد التغيير عند الضرورة لا التغيير لمجرد التغيير..
التغيير بناءً على التجارب والإختبارات هو التغيير المنطقي في مرحلة سننا.. بحكم أن قطعنا مرحلة التعلم الأكاديمي لأساسيات الحياة... أما حول موضوع كيف من الممكن أن أبني معايير فكرية على تجربة الفردية.. فأنا هنا لا أتحدث عن تعميم تجاربي على البشر.. بل أتحدث عن ‘عتماد تجاربي أساساً لحياتي المستقبلية مع تقبل أي ظروف استثنائية مستجده.. مع العلم أني أتحفظ على وصفك لهذه التجارب بالمعايير الفكرية.. هي معايير انسانية خاصة بكل إنسان..

السّؤال الثّاني ينبعثُ من الأوّل: بحكم التغيير الذي تحدّثنا عنه آنفاً، ما هو تقييمك لما يُسمّى بالــ "يقين"؟!ما معناه أنَّ فيفا ابن سيريا كإنسان ينمو نحو الأفضل (بحسب المنطق) معرفياً واختباريّاً، وهذا يجعل من يقينيّاته اليوم خاضعة لنقدِه الذاتيّ غداً، وغالباً ما تستعمل المطلق في خطابك، فكيفَ يصحّ هذا واليقين نسبيّ والمطلق لا وجود له في عالم البشر؟ ما هي الأسس التي تبني عليها اليقين في كلامِك والمطلق في خطابِك؟!!!!

أسس المنطق هي أسس واضحة لايختلف عليها العقلاء... وأسس بناءً المجتمعات الراقية ثابتة راسخة.. قيم الحق والعدالة وإحترام الأخر "الأخر العاقل" هي ما أتحدث عنه وبه...

أستعمل المطلق بتسمية الأشياء عندما تكون النسبة الأخرى شبه متلاشية...

ما هو دورك الفعليّ في توعية وتنمية مجتمعك وبلدك بحكم كثرة الأسفار والأعمال؟ وإن كانت الإجابة نظريّة، أي أنّك تعتمد على النّظر فيهما وعلى الكلام المكتوب والشفهيّ، فهل يصحّ الشجر دون ثمار؟ هل يصحّ الإيمان دون أعمال؟ وإن كانت الإجابة عمليّة فهلا تبيّن بعضاً مما عندك؟ وإن أردتَ إخفاءَ ذلك فبيّنه بالأمثلة لا أكثر.

دوري مازلت أناضل حتى أطهره... وكل ما يمكن أن أقدمه أعطيه دون انتظار..
أما عن موضوع الثمار فهي مسألة نسبية أيضاً فقد أجد هذه الثمرة ان اقتنع شخص واحد برأي الذي يدعو إلى الحرية والتحرر.. أما انت فمن الممكن أن لا تجدها ثمرة..

أنا لا أسعى لتغيير البشر... لكني أسعى لكي يكون هؤلاء البشر هم التغيير

أكتفي بثلاثة أسئلة ودمتَ ذخراً لنفسِك وأهلِك وبلدِك... ولنا.

شكراً يا صديقي أسئلتك الثلاثة وقعت علينا وقع الثلاثين سؤالاً...

دمت بكل خير

نعود للمشوي الجديد أحمد.. شكراً ميدو على صبرك علينا...