[مجنون يحكي وعاقل يسمع]

خلف إفق الزمن ,تتمطمط الشمس, تنتظر وردة ترسمها ابتسامة حبيب , أو أغنية تتفجر على ثغر طفل ترك فراشته الحيرى , وأصدقائه من صفار العصافير عائداً يبحث عن يدين تتلقفانه قبل أن يسقط على الأرض, تماماً كالعصفور الصغير الذي كان يتعلم الطيران , ويتلقفه والده في كل مرة قبل سقوطه على الأرض ,ينظر الطفل إلى نفسه في المرآة يتدفق من عينه بركان الفرح ,ينعدم وزنه تحمله النشوى إلى الحضن الوحيد- ماما شوفي ماما أنا مو صرت كبير ؟؟؟؟؟؟؟!!خلسة تسمع الشمس صوت الملاك الصغير , يغمرها الفرح , يتحول فرح الشمس نوراً يضيء الكون ويعلن هذا النور بدء يوم جديد , ويكبر الصغير يوماً آخر , وتكبر أحلامه وتزداد حلماً آخر ,تذهب عينيه في رحلة بعيدة , بعيدة جداً , تحطه الرؤيا في البعيد البعيد , يوقظه الصوت الحنون , يعيده من فضاء الحلم إلى الحضن الأول , تشده إلى صدرها , تغمض عينيها , وتأخذه معها إلى البعيد البعيد , تتحول شفتي الأم إلى وردة , وتخرج فكرة من بريق عينيها , ترفع سماعة الهاتف , في الطرف الآخر من العالم , بعيداً عن جبال الفرح وسهول الأمل , وسماء الحب ,وفوق الرمال الممزوجة بالنفط , الهاتف الصغير يهدي ابتسامة أمل لصاحبه , صوت فيروز المنبعث من هذا الجهاز بهذه الأغنية سوى ربينا ,,,, سوى مشينا ..... سوى قضينا ليالينا ..معقولة الفراق ..... يمحي أسامينا ..... ونحنا سوى سوى ربينا , كلمات , بل همسات عبر هذا الجهاز , وتفيب كل الرمال من أمام عينه , تتحول حبات الرمل التي قذفتها العاصفة إلى غيم أخضر , يسمع هدير النهر العجوز , يعود طفلاً , ويعود النهر شاباً , _ بابا أنا كبرت يا بابا ما بدّك تجي تشوفني كبير ؟؟؟؟؟؟؟؟تتلعثم الكلمات , يعلو حفيف الأشجار, يهدر النهر ,تبدأ العاصفة ,مطر. ...مطر... مطر , ينتهي كل شيء ,وعينا الأب تسبحان في خلايا الهاتف الجوال , الويل لأمة لاتعرف طرقاتها وقع أقدام الأطفال