لا يَشـعرُ الإنسـانُ بالوحدة إلا عندما يعيش بعض صخب الحياة
ثم تأتي لحظاتٌ ساكنة لا يسـمعُ فيها إلا هذيانَ أفكاره
وَ سكون ذلك الليل الذي يحيطهُ مِن الأبعاد الأربعة
لا يشـعرُ بفقدان ِ الأصدقاء إلا مَنْ كَبُرَ إدراكه ُ لـِ مَعنى الصداقة
فينمو مَعنى الصداقة بـِ داخله وَ يتخافتُ في الواقع
يكتشـفُ فجأة ً بأنه ُ أصبحَ وحيداً لأن متطلباتهِ نحو الصداقة كـَ مُمارسة وَ معنى اتسعت
مما يجعله ُ يشـعرُ أنه ُ لن يجدَ مَعنى الصداقة التي وجدَ مَعناها بينهم
بينَ أؤلئكَ الذينَ لا يبادلونه ُ تلك المَعاني الحَقيقية للصداقة.
ليلة َ أمـس السـاعة ُ الصامتة تماماً
صفعتني لحظة ُ صمتٍ كنتُ في البداية أداعبها بـِ التأمل
صفعتني لـِ أصحو على شـعور ٍ كثيراً ما نجحتُ بـِ الهروبِ منه
ذلكَ الشـعور هوَ " الوحدة "
في الحقيقة هنالك الكثير لو وجدوا في واقعي " الذي يَسـكنني أكثر مما أسـكنه "
لشعروا بأنَ مساحاتِ هذا الشـعور ِ الرهيب تتقلص وَ ربما تتبخر كـَ الدخان
لتبتعدَ عن مُطاردتي في الكثير ِ مِنَ الليالي الصامتة
وَ التي لا أجدُ أحداً فيها إلا كُتب مُتراصة تنتظرُ قراءتي المُعتادة لها
وَ قنينة فارغة أدت دورها في مُـسامرتي وَ سيجارة ً أترددُ كثيراً في إشـعالها كي لا أشتعل
وَ مصباح كهربائي أشـعرُ أنه ُ بدأ َ بـِ النعاس
وَ أصوات منَ الخارج تسـترقُ سَـمعي لها وَ تتسـربُ مِن خلفِ النافذة
فمرة ً أسـمعُ صوتَ الماءِ المُنسابِ مِن شلاليَّ الصغير الذي يزيدُ شـجني
كـَ مَنْ يُـشاركني هذهِ الموسـيقى الإلهية وَ الطبيعية العذبة
وَ مرة ً أصوات عربات وَ شاحنات غاضبة وَ بعضها يسـيرُ بـِ بطئ ٍ لـِ يبعثَ هذياناً إسفلتياً جميلا
وَ أحياناً لا شَـيء
فقط سُـكونٌ يعيدني إلى حيثُ أنا " الوحدة "
هل تشعرونَ بـِ الوحدة
هل مازالَ الليل بارد وَ المسامُ يرتعش
حدثوني قليلاً
بلا أسوار وَ لا أسرار ,.
" أعطني سـَريراً وكِتاباً تكونُ قد أعطيتني سـَعادتي "