لا يمكننا فهم سبب الصمت السوري الرسمي المطبق على إعلان خبر اغتيال العميد محمد سليمان إلا على أنه تخبط وعدم معرفة كيف سيتم التصرف وكيف سيتم التعامل معه ؟فالوزيرة في رئاسة الجمهورية الدكتورة بثينة شعبان لم تطلق على القتيل العميد سليمان كلمة شهيد مما يعني أنه يمكن ان يكون قد قتل لأسباب جنائية ( خلاف على أرض – انفضاح علاقته مع امرأة – رشوة ) وليست بسبب وظيفته ؟.ولكن المتتبع للأحداث سيرى التالي :
بعد مقتل عماد مغنية شكل الرئيس السوري لجنة تحقيق بهذا الموضوع ومنحها الصلاحيات اللازمة للتحقيق وبعد أن رفعت تقريرها فإن المراقب للواقع السوري يلاحظ ان هناك خطوات متلاحقة يتم اتخاذها وتطال شخصيات امنية وتبين بوضوح أنها تأتي تنفيذاً لاقتراحات التقرير .أول هذه الشخصيات التي طالتها النتائج هو اللواء اصف شوكت رئيس شعبة المخابرات العسكرية حيث اطلقت حوله الاشاعات بعزله وتجميده وساهمت الاجهزة الامنية السورية بنشر الاشاعة وتقويتها مما يعني عملياً و رغم بقاءه في منصبه ودوامه في غرفته تجريده من سلاحه الاهم وهو الخوف من اسمه والرهبة منه واحترامه على انه غير قابل للتبديل من جميع ضباط الشعبة والاجهزة الأخرى وبكلمة أخرى تدمير سمعته وهيبته كضابط .ومهما صدر عن مسؤولين ومنهم الشرع ان اللواء اصف مازال يحظى بثقة القيادة فهذا لا يعني شيئا في عرف المخابرات السورية لأن ما جرى جرى ولا يمكن إصلاحه وهو ان سمعة وقوة ونفوذ اللواء قد ضعفت كثيراً , حيث لا يمكن نكران ان زوجته سافرت وطلبت ان تعيش في دولة أخرى ولا يمكن نكران ان نائبه اللواء علي يونس هو من كان يوقع على كثير من القرارات الهامة في تلك الفترة .وبعد أن استطاع الرئيس استيعاب هذه الخطة الكبيرة انتقل للخبطات الأصغر حيث طرد دفعة واحدة في أوائل تموز جميع الضباط الذين يمكن تحميلهم مسؤولية ولو بسيطة عن الاغتيال ومن اشهرهم .1-اللواء فؤاد خير بك ( رئيس الفرع 251 ) وهو المشهور بالفرع الداخلي في إدارة أمن الدولة والكائن في منطقة الخطيب بدمشق , وهو ابن عم اللواء محمد ناصيف ( مساعد نائب رئيس الجمهورية) وتم تحميله المسؤولية بصفته مسؤولاً عن أمن دمشق بالكامل , واللواء فؤاد خلف بهجت سليمان في رئاسة هذا الفرع منذ تموز 2005 حيث نقل إليه من فرع التنصت ومراقبة الهواتف في الامن العسكري .2-اللواء أمين شرابة ( رئيس فرع فلسطين - اكبر واهم فرع في المخابرات العسكرية والكائن في كفر سوسة ) وهو دكتور في العلوم السياسية من جامعة باريس عندما كان ملحقا عسكرياً في السفارة السورية هناك ,وقد خلف اللواء حسن خلوف الذي نقل كنائب لرئيس إدارة أمن الدولة في تموز 2005 , وهو من قرية بشيلي في ريف جبلة , وتم تحميله المسؤولية بصفته مسؤولاً عن أمن تلك المنطقة في كفر سوسة ومسؤولاً عن متابعة ومراقبة الفلسطينيين حيث يعتقد النظام أنهم وراء تسريب المعلومات عن تحركات عماد مغنية لجهاز أمن خارجي وقد طرد معه معاونه العميد جلال الحايك الذي هو في الأصل محام ومن ثم تطوع في المخابرات العسكرية في فرع التحقيق منذ عام 1979.3-العميد عدنان ديوب ( رئيس الفرع الخارجي في أمن الدولة والكائن في مجمع أمن الدولة في كفر سوسة ) وتم تحميله مسؤولية عدم جلب مخبريه في لبنان والأردن والسعودية معلومات عن الاعداد للاغتيال حيث يعتقد النظام ان التخطيط والسيارة والمتفجرات قد تمت في تلك الدول وتم تعيين اللواء عادل زيتون ( رئيس فرع حلب في الأمن العسكري كبديل له ) .هذا إضافة لطرد عدد كبير من الضباط الاقل رتبة وفي الكثير من الأفرع الأمنية .نعود لقتل محمد سليمان إذ تم بعد قتله مباشرة تحميل المسؤولية للواء علي يونس الذي يرأس حقيقة شعبة الامن العسكري حيث تم سحب رئاسة الفرع 293 ( فرع الضباط ) منه وهو اهم فرع في الامن العسكري والذي يرتبط مباشرة بالرئيس وليس برئيس الشعبة وتم تعيين العميد رفيق شحادة العميد في الحرس الجمهوري بديلاً عنه ويعرف عن العميد شحادة ولاءه للرئيس بشار الاسد وانه رأس فرع الأمن السياسي بدمشق لمدة سنتين قبل ان يعود للحرس الجمهوري .وبعد هذا الاستعراض هل تعرفون من الذي اقترح اضعاف آصف و طرد الضباط الكبار هؤلاء وتحميلهم مسؤولية مقتل عماد مغنية ؟, لا بد أنكم قدرتم أنه العميد محمد سليمان.
شفاف سوريا
الحرية لكل أسرى الحرية في سوريا...
العربي الذي لايجرأ من الذل والخوف على رفع رأسه لرؤية القمر !!!
كيف سينتصر على غزاة القمر؟؟!!
|