11/08/2008
|
#30
|
مشرف
نورنا ب: |
Oct 2006 |
المطرح: |
الغدّ |
مشاركات: |
2,008 |
|
فرأى بعضهم أن نشأة الشعر ارتبطت بحداء الإبل، وهو أن يغني لها صاحبها في أثناء سيرها بصوت منغوم حسن مرتفع، فتطرب، وتنشط في سيرها، وما زال الحداء في صورته الجاهلية القديمة معروفاً لدى القبائل التي تعيش في الصحراء وتقتني الإبل، ثم تطور الحداء إلى الرجز، لأنه أقرب إليه، وقد يكون الحداء في بعض صوره رجزاً نظراً لما بينهما من مشابهة في النغم وطريقة الإنشاد.
وقد حاول بعض المستشرقين المهتمين بدراسة الأدب العربي- مثل كارل بروكلمان (1285-1375هـ، 1868- 1956م) أن يستخلصوا من الملابسات المتشابهة عند الشعوب البدائية الأخرى نتائج يمكن تطبيقها على الحياة العربية، في محاولة لرسم نظرية لأولية الشعر العربي، حيث اعتبروا أن الأغاني القصيرة الخفيفة (الطقاطيق) قدر مشترك بين الشعوب البدائية، يرددها أفرادها عند القيام بعمل من الأعمال، أو مزاولة حرفة من الحرف، أو في أثناء السفر، لما لها من أثر سحري فعال في الحث على النشاط، واستنهاض الهمم والإقبال على العمل، او التعبير عن الحالات العاطفية والشعورية كالفرح والحزن
وكأن تلك الأغاني أو المقطوعات القصيرة هي الإرهاصة الأولى لنشأة الشعر وتطوره ليس عند العرب فقط، بل عند جميع الشعوب الشاعرة أو ذات الانتاج الشعري، كاليونان والرومان والفرس والهنود.
وهذه المقولة لا تخرج في مفهومها العام عن النظرية التي ذكرناها، وهي انبثاق الشعر من حداء الإبل.
ولا شك أن مقارنة أحوال العرب بأحوال أمم أخرى ومضاهاتها قد يفيد في مجال التنظير المجرد، ولكنه لا يسلم عند التطبيق من مظنة التعسف والاقتسار، ولا ينأى عن جادة الزلل والخطأ.
ويرى بعض الدارسين أن السجع كان البذرة الأولى لبداية الشعر
ثم تطور السجع إلى الرجز
ثم تحول الرجز إلى ذلك الشعر المنظوم على البحور الشعرية المعروفة التي استنبطها الخليل بن أحمد الفراهيدي(100-170هـ)
ولم يكن الرجز في العصر الجاهلي شائعاً، فلا توجد منه إلا الأبيات القليلة يقولها الراجز في حاجته ، ولم يكثر الشعراء منه إلا في العصر الأموي، حيث وجد رجاز تفرغوا له، منهم العجاج، وابنه رؤبة، وأبو المنجم العجلي، والزفيان السعدي، حتى سمي بحر الرجزبحمار الشعراء، لكثرة ما نظموا فيه.
منقول
|
|
|