أعلَمُوا أيها النّاس أنه مَنْ مَشَى عَلى وَجْه الارْض فَإنه يَصير إلى بَطْنِها، وَاللّيْل وَالنّهار يَتَنازَعان (وفي نسخة اخرى) يَتَسارَعان في هَدْم الاعْمار.
يا أيها النّاس كفر النّعْمَة لُؤْم، وَصُحْبَة الْجاهِل شُؤْم، إن مِن الْكَرَم لِين الْكَلام وَمِن الْعِبادَة إظْهار اللّسَان وَإفْشاء السّلام، إياك وَالْخَديعَة فَإنها مِن خُلْق اللّئِيم، لَيْس كل طالِب يصيب وَلا كل غائِب يؤوب، لا تَرْغَب فيمَن زَهَد فيك، رُبّ بَعيد هو أقْرَب من قَريب سلّ عَن الرّفيق قَبّل الطّريق وَعّن الْجار قَبّل الدّار، ألا وَمَن أسْرَع في الْمَسير أدْرَكَه الْمَقيل، اسْتُر عَوْرَة أخِيك كَما تَعلمها فيك، اغْتَفِر زَلّة صَديقِك لِيَوْم يَرْكَبُك عَدُوّك مَن غَضِب عَلى مَن لا يَقْدِر عَلى ضَرِه طال حُزْنُه وَعَذَب نَفْسه، مَن خاف رَبّه كَفَ ظُلْمه (وفي نسخة مَن خَاف رَبّه كفي عَذابه) وَمَن لَم يزغ في كَلامه أظْهَر فَخْره، وَمَن لَم يَعْرِف الْخَيْر مِن الشّر فَهو بمَنْزِلَة الْبَهيمَة، إن مِن الْفَساد إضاعَة الزّاد، ما أصْغَر الْمُصِيبة مَع عِظَم الْفاقَة غَدا، هَيْهات هَيْهات وَما تَناكَرْتُم إلا لِما فِيكم مِن الْمَعاصي وَالذّنوب فَما أقْرَب الرّاحَة مِن التّعَب وَالْبُؤس مِن النّعيم وَما شَرّ بشَرّ بَعْده الْجَنّة وَما خَيْر بخَيْر بَعْده النّار، كُل نَعيم دون الْجَنّة مَحْقور وَكُل بَلاء دون النّار عافِية، وَعِنْد تَصْحيح الضّمائر تَبدو الْكَبائِر، تَصْفِية الْعَمَل أشَدّ مِن الْعَمَل وَتَخْليص النّيَة مِن الْفَساد أشَدّ عَلى الْعامِلين مِن طول الْجِهاد، هَيْهات لَوْلا التُقى لَكُنْت أدْهى الْعَرَب.
لــــــــــــــــــــــكل انســـــــــــــــــــــان في هذا العالم وطنـــــان وطنه الأم و ســـــــــــــــــــوريا
|