الموضوع: علي بن أبي طالب
عرض مشاركة واحدة
قديم 11/08/2008   #95
شب و شيخ الشباب شب الكوبة
عضو
-- قبضاي --
 
الصورة الرمزية لـ شب الكوبة
شب الكوبة is offline
 
نورنا ب:
May 2007
المطرح:
S y r i a n C o a s t
مشاركات:
493

افتراضي


خطبة الوسيلة لمولانا أمير المؤمنين مع ملف صوتي بصوت ميثم الكاظم في نهاية الخطبة


====




الحَمْد لله الّذي مَنَع الاوْهام أن تَنال إلا وُجوده وَحَجَب الْعُقول أنْ تَتَخيّل ذاته لامْتِناعها مِنْ الشّبة وَالتّشاكل بَلْ هُو الّذى لا يَتَفاوت في ذاته وَلا يَتَبعّض بتَجْزئة الْعَدد في كَماله، فارَق الاشياء لا عَلى اخْتِلاف الاماكن وَيكون فيها لا عَلى وَجه الْمُمازَجة، وَعَلِمها لا بِأداة، لا يكون الْعِلم إلا بِها وَليْس بَيْنه وَبيْن مَعْلومِه عِلم غَيره به كان عالِما بمَعلومه، إن قيل: كان، فَعَلى تَأويل أزَلِيّة الْوجود وَإن قيل: لَم يَزل، فَعَلى تَأويل نَفي الْعَدَم، فَسُبْحانه وَتعالى عَن قَوْل مَن عَبَدَ سِواه وَاتّخَذَ إلها غَيره عُلوا كَبيرا.
نَحْمَده بِالحَمْد الّذي ارْتَضاه مِنْ خَلْقه وَأوْجَبَ قَبولَه عَلى نَفْسه وَأشْهد أن لا إله إلا الله وَحْدَه لا شَريك لَه وَأشْهَد أن مُحَمّدًا عَبْده وَرَسُوله، شَهادتان تَرْفَعان الْقَول وَتُضاعِفان الْعَمَل، خَفّ ميزان تُرْفعان مِنه وَثقل ميزان تُوضَعان فيه وَبهما الْفَوْز بِالْجَنة وَالنّجاة مِن النّار وَالْجَواز عَلى الصّراط وَبالشّهادة تَدْخلون الجّنَة وَبالصّلاة تَنالون الرّحْمَة، أكثروا مِنْ الصّلاة عَلى نَبِيكم " إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً [الأحزاب : 56] " صَلّى الله عَليه وَآله تَسْليما.
أيها النّاس إنه لا شَرف أعْلى مِن الاسْلام وَلا كَرم أعَز مِن التّقْوى وَلا مَعْقل أحرَز مِن الْوَرَع وَلا شَفيع أنْجَع مِن التّوْبة وَلا لِباس أجْمَل مِن الْعافِية وَلا وِقاية أمنع مِن السّلامة وِلا مال أذْهَب بِالفاقَة مِن الرِضى بالْقَناعة وَلا كَنْز أغنى مِن الْقنوع وَمِن أقتصر عَلى بُلْغَة الكَفاف فَقَد انْتَظم الرّاحة وَتبوء خَفض الدّعة وَالرّغْبة مِفْتاح التّعَب وَالاحْتِكار مَطِيّة النّصَب وَالْحَسَد آفة الدّين وَالْحِرْص داع إلى التّقَحم في الذّنوب وَهُو داعي لِلحِرْمان وِ الْبَغْي سائِق إلى الحَيْن وَالشَره جامِع لِمَساوي الْعيوب، رُبّ طَمع خائِب وَأمَل كاذٍب وَرَجاء يُؤدي إلى الْحِرْمان وَتِجارَة تَؤول إلى الْخُسْران، ألا وَمَن تَوَرط في الامور غَير ناظِر في الْعَواقب فَقَد تَعَرض لِمفضحات النّوائِب وَبئسَت الْقِلادَة قِلادَة الذّنْب لِلمُؤمِن.
أيها النّاس إنه لا كَنْز أنْفَع مِن الْعِلم وَلا عِزَّ أرْفَع مِن الْحِلْم، وَلا حَسَب أبْلَغ مِن الادَب وَلا نَصَب أوْضَع مِن الْغَضَب، وَلا جَمال أزْيَن مِن الْعَقْل، وَلا سَوء‌ة أسْوَأ مِن الْكَذِب، وَلا حافِظ أحْفَظ مِن الصّمْت وَلاغائِب أقْرَب مِن الْمَوْت.
أيها النّاس [إنه] مَن نَظَر في عَيْب نَفْسه اشْتَغَل عَنْ عَيْب غَيْره، وَمَن رَضي بِرِزْق الله لَم يَأسَف عَلى ما في يَد غَيْره، وَمَن سَلّ سَيْف الْبَغْي قُتِل بِه، وَمَن حَفَر لاخيه بِئْرا وَقَع فيها، وَمَن هَتَك حِجاب غَيْره انْكَشَفت عَوْرات بَيْته وَمَن نَسِي زلله اسْتَعظم زَلَل غَيْره، وَمَن أعجَب برَأيه ضَلّ، وَمَن اسْتَغنى بِعَقله زَلّ، وَمَن تَكَبر عَلى النّاس ذَلّ
وَمَن سَفِه عَلى النّاس شُتِم، وَمَن خالط الانذال حُقِر ، وَمَن حَمل ما لا يطيق عَجز.
أيها النّاس إنه لا مال [هُو] أعود مِن الْعَقْل ، وَلا فَقْر [هُو] أشَدّ مِن الْجَهْل، وَلا واعِظ [هُو] أبلَغ مِن النّصْح، وَلا عَقْل كالتّدْبير، وَلا عِبادَة كالتّفَكر، وَلا مُظاهَرَة أوْثَق مِن المُشاوَرَة، وَلا وَحْشَة أشَدّ مِن العُجْب، وَلا وَرَع كالكَفّ عَنْ الْمَحارم، وَلا حِلْم كالصّبْر وَالصّمْت.

لــــــــــــــــــــــكل انســـــــــــــــــــــان في هذا العالم وطنـــــان وطنه الأم و ســـــــــــــــــــوريا
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.05353 seconds with 11 queries