مُخترع التلفاز فيما لو كان مازال حيًا يستحق الشَنق وَ أشنع أنواع التعذيب
كـَ عذاب محاكم تفتيش الكنيسـة في القرون الوسطى
أو يُعلق على خازوق طويل على الطريقة التركية الوحشية .
أشـاهدُ التلفاز قبلَ النوم أحياناً فربما يُسـاعدني على النعاس
وَ تكون غلطة لا يمكن التراجع عنها.
رغم أنَ مُعظم القنوات رديئة إلا أني لا أستطيع سوى تقليب القنوات بسرعة
وَ كَأني في جلسَـةِ تنويم ٍ مغناطيسي .
تظهرُ لي فجأة أنثى نحيلة تتلوى يميناً وَ شِمالاً متظاهرة بأنها تقوم بتمارين اليوغا
أتساءل " هل هناك فعلا ً أناسٌ يمارسون تلك التمارين معها " .
إعلانات سخيفة ..
مَحطة أخرى يظهر فيها رجلٌ ملتحي يتكلمُ عن حسَـنات الوضوء وَ فوائد السِواك
بـِ أسـلوب تلقيني مُمل جداً
وَ الأدهى منهُ أؤلئِكَ النسوة المُتمشيخات الدجالين الذين يدّعون القدرة على تفسـير الأحلام
المُصيبة في ذلك أنهم يكذبون باسم ِ الدين وَ المُصيبة الأطرف أنهم يتقمصونَ شخصية العارف
لـِ درجة أنهم يصدقونَ أنفسهم في النهاية .
إعلانات سَـخيفة . .
سَـيدة أربعينية تتحدث بـِ شَغف عن أهمية التربية وَ الأسرة وَ المُجتمع
أتمنى لو تسمعني وَ أنا أصرخ : " مَنْ يهتم ؟ ..
طباخ مصري سَـمين جداً يشـرح لنا طريقة إعداد محشي الباذنجان !
المَزيد من الإعلانات السَـخيفة . .
آآآهٍ كم أمقتُ القنوات الإخبارية وَ رجالاتهم المُتأنقين وَ المُتظاهرين بـِ الجدية
بـِ ملامحهم الجامدة المُحايدة المُتاجرين بـِ النميمة وَ الكذب
كـَ اجتماع سَـفير ليبيا مع رئيـس وزراء تنزانيا
أو اجتماع وزراء الإتحاد الأوروبي
الذينَ يقتاتون على مصائبِ العالم وَ الحروب وَ المجاعات
وَ يبيعونها لنا !.
كل هذا المَقت لا يقارن ببرامج الأطفال التي يرتدي فيها بعض الشُـبان
ملابـس لـِ دمى وحيوانات عملاقة
وَ يرقصون وَ يتقافزون مع بعض الأطفال وَ يغنون أغاني غبية مُملة تكادُ أن تصيبني بـِ انهيار ٍ عصبي
المُصيبة أنهم يبدونَ في قمةِ السَـعادة
أتمنى لحظتها لو أن لدي مسدساً " صامتاً " لـِ أطلق على رأسي رصاصة وَ أستريحَ من هذا العذاب
إعلانات .. إعلانات .. وَ المَزيد منَ الإعلانات ..
لفيفٌ مِنَ الفتيات يبدونَ من العراق بـِ ملابس ٍ مُقززة وَ رثة فاقعة وَ لماعة
يتقافزنَ بشعورهنَ الطويلة وَ أجسـامهن الضخمة بما يسـمونه " رقص "
بينما يظهر في الواجهة مغني بدين
يغني كلماتٍ تافهة وَ ألحان ٍ أتفه وَ الجل الرخيص يقطرُ من شَـعره !.
أنتزعُ نفسـي من حالةِ التنويم المغناطيسي وَ أطفئ التلفاز وَ أقذفُ بـِ جهاز الريموت كونترول
لـِ أخلدَ للنوم حالما ً بـِ رئيس الإتحاد الأوروبي يمارس اليوغا
بينما يتشـارك سَـفير ليبيا الغناء مع المُغني العراقي البدين ,.
__________________
أستقيظ ُ صباحاً وَ أقول هامساً :
. . . اشـنقوا مُخترع التلفزيون !
" أعطني سـَريراً وكِتاباً تكونُ قد أعطيتني سـَعادتي "