اقتباس:
كاتب النص الأصلي : اللامنتمي
أنا أيضاً أريدُ أن أحتج ، أن أمررَ رغبتي في الاستقلال
أريدُ فعلاً أن أكونَ في الجهةِ الأخرى
أريدُ أن أخرجَ عن الصَمت ، عن الطريق ، عن رقمي التسلسلي
عن التصنيف بـِ اعتبار ِ الأحرف , بـِ اعتبار ِ وقت الوصول بـِ اعتبار ِ العُمر
بـِ اعتبار ِ الدين ، بـِ اعتبار الطائفة
أريدُ أن أستقلَ عن اللحظة التي يستقيلُ فيها الجميع
وَ تلك التي يدخل فيها الجميع إلى غرف نومهم ، عن مواعيد الطعام ، عن أوقات الخروج وَ الدخول
أريدُ أن أستقيلَ من استهلاك الأحكام ِ المُعلبة ، مِن تناول ِ المُجاملات وَ استرجاعها
مَنَ الكذب فقط لأنه ُ دوري ، مِنْ إفراغ ِ الحاويات على بياض الصُحف وَ مِن ملئها ثانية ،.
أريدُ أن أقرر
أن أغادر فأغادر ، أن أفرح فأفرح ، أن أمُدَ نصفَ ابتسامةٍ فأفعل ، أن أنطوي فأنطوي , أن أفرغ فأفرغ
أن أقررَ أن أبكي فأبكي .
أريدُ أن أقولَ أني فعلتها بـِ بساطة
ليسَ لأني كُنتُ مُضطراً وَ لا لأني كُنتُ على عجل وَ لا لأنَ قدري مُختلف بل لأني أريد.
وَ أنتم ماذا تريدون ؟
|
كأنك اليوم تقولى لى أصرخى فهنا المكان الوحيد الذى لن يتاذى فيه أحد منكى
اسمح لى
اليوم صرحت بوجه أمى وأبى
صرخت لأنى أحتج أن أكون مجرد رقم
مجموع بالسنة النهائية للجامعه
وتقدير عام ينام على مرتبة الشرف
تعب وسهر كل ما يمكن أن تتخيل وقت الدرس ما عدا البكاء
فقد كنت قويه أفقد اعصابى ولا أبكى
لكن بعد إنتهاء الجامعه عوضت كل البكاء صرت أبكى تقريبا كل يوما
فلم أعد أنا لم أعد سوى أرقام مجرد أرقام سخيفة على ورقه جدباء تحمل صورتى ورقمى القومى
تحولت من إنسان الى رقم
أريد أن أحتج وبقوة على كل من يعاملنى بأنى رقم لأنى إنسان ولست رقم وتقدير ومرتبة شرف
وأعترض أيضا على أن أكمل دراستى العليا فلم أجد ما أحلم به
كل شيء مختلف عن الأمنيات يقتلون أحلامنا ياصديقى
يخنقون أمانينا يحلوننا الى أرقام
هل تعلم
لا أعترض على أن أفعل شيء فقط لأنه يتوجب علي فعله فقد فعلتها كثيرا
نعم ندمت لكنى مازلت أنا أتحكم فى كونى أنا
لكن ما تدفعونى الأن للإيمان به محض كذبه وخدعه لا أريد أن أؤمن بها
كلنا إنسان ولا نحتاج الا لإنسانيتنا لنبقى
تأذيت كثيرا من الأرقام وأعتذر عن الصراخ بوجوهكم
فما عدت أتقن سواه
عذرا