وتشارلز ديكنز قبل كل شيء كاتب عن حياة المدن التي تميز بفهمها من الداخل وكانت المدينة التي عرفها على افضل نحو، حيث عاش كل فترة صباه تقريباً، هي مدينة لندن, وكان ديكنز، نفسه، يشبه لندن القرن التاسع عشر، فقد كان يتمتع بحيوية استثنائية، ومخيلة هائلة، مشوشة ومهتزة احياناً وروايات ديكنز تشبه المدينة، ايضاً، فهي ضخمة، ومكتظة بكثير من الشخصيات الغريبة الاطوار: مجرمون، رجال شرطة، ايتام، مشردون، اناس يترنحون على حافة الافلاس، وهم يتشبثون بالكياسة البرجوازية, وتشبه مخيلة ديكنز، الى حد ما، ذلك الحصان الجامح الهارب في روايته الاولى اوراق بيكويك , فقد كتب اربع عشرة رواية، كانت روايات ضخمة، معظمها يزيد على ستمائة صفحة لكل واحدة منها، وحبكاتها تتحرك متدفقة، ومتجهة، احياناً، في منعطفات مفاجئة.
(يتبع.. )
لا أحتاجُ لتوقيعٍ .. فالصفحةُ بيضا
وتاريخُ اليوم ليس يعاد ..
اللحظةُ عندي توقيعٌ ..
إن جسمكِ كانَ ليَّ الصفحات
|