غرفة صغيرة، في ركن البيت القصي، تزين زاوية منها بعض الورود الحمراء والأغصان الخضراء الاصطناعية ، وتحتل صورة بألوان كلاسيكية، لعاشقين يحتضن بعضهما الآخر جزءاً من الجدار الرمادي..وينير مصباح أحمر صغير زاوية أخرى....
على يمين اللوحة يقبع سرير خشبي بني اللون تتناثر عليه الملابس....وفي المنتصف..نافذة زجاجية...نصفها من الزجاج الشفاف والنصف الآخر من الزجاج المغشى...وعليها ستارة تتراوح ألوانها بين اللون السكري واللون الأحمر..بخطوط طولانية عريضة...وتسمح بإطلالة بعض النجوم برؤوسها الصغيرة إلى داخل الغرفة.
على اليسار...طاولة خشبية كبيرة...تتناثر عليها الأوراق...والكتب..وتشغل آلة التسجيل زاوية منها...يجلس على كرسي خشبي ويتكأ على الطاولة..شاب في مقتبل العمر....يمسك قلماً بيده اليمنى ويضع يده اليسرى على جبينه المتعب...يطرق الرأس قليلاً..ويحاول كتابة شئ على الورقة المستلقية على الطاولة أمامه...تبدو على وجهة علامات الأرق..وبعض الإحمرار في العيون...وتحاربه الكلمات..وتمتنع عن الخروج..ربما أصاب القلم جفاف من جفاف القلب
تعبق الغرفة بدخان سجائره وعبق القهوة...وبجانب القهوة زجاجة من النبيذ..جلبها خصيصاً..عله يبث بعض الدفء في برد الروح.....وتتردد في أجواء الغرفة معزوفة من الموسيقى الحزينة..الممتزجة بحالته...يحاول أن يكتب...يعتصر رأسه...لا شئ...لا شئ أبداً....
يطرق رأسه بصمت مطبق....ولا شئ ......................................واليوم يشبه ذلك اليوم
|