عرض مشاركة واحدة
قديم 04/08/2008   #128
صبيّة و ست الصبايا اسبيرانزا
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ اسبيرانزا
اسبيرانزا is offline
 
نورنا ب:
Jun 2007
المطرح:
مصر ام الدنيا
مشاركات:
2,585

إرسال خطاب MSN إلى اسبيرانزا
افتراضي


لهيب القيظ يلفح الوجوة المقبلة على الدينار الاصفر واشعة الشمس كأسنة سيوف فى مشهد قيادة للعبيد ,, الجميع فى بانوراما صيفية معتادة الزحف فيها بقوة الدفع الارجل تسير بلا وعى ,, العيون زائغة والقلوب مخدرة

اذا استطعت بايمانك بمبادئ نيتشه ان تفتح يوما جماجم المارة لتطلع على العقل البشرى الجبار ستجده مبرمج على جملة واحدة ( استرها معنا يا الله ... لا نريد غير الستر ) وقد يلفتك عقل صامت لا يردد انما يعمل بذرية لكن حول الكلام سجّان بيده سوطه الحامى الذى يتحدى فى حميته نار الشمس المحرقة
ربما لو تمهلت قليلا ستجد ذلك العقل الاستثنائى بعد المحاولات الناجحة لسلبه الوعى والاوعى يردد فى اذعان وضعف نفس المقولة الضميرية المكتومة ( استرها معنا يا الله ... لا نريد غير الستر )

هذا ابسط وصف لعالم ما وراء الغرفة ,,العالم الذى يعيش فيه الانسان لحظات الكدح ,,,ولحظات ركوبه مركبة العادة التى لا يرضيها الا ان تجثم على الارواح لتسلب منها زهرة العمر والشياب
الجميع ذاهبون الى اعمالهم وانا حملت الكاميرا الخفية ..لاصور واقع معتاد لا يضن كل يوم بمعنى جديد مستتر
الحركة السريعة تنبء ان الجميع فى وضع استعجال ,,وتحت كلمة استعجال فتحت الف قوس ,,,هذه الكلمة اصبحت مستهلكة اكثر من العادة ببلدى العزيز
كان مقهى المحروسة شاغرا بالزبائن من كل الطبقات وكان الضجيج يحمل سيكولوجية متنوعة ,,,نوعتها الطبائع والملل,,,حتى الكوب الذى انكسر عنوة اعلن عن سيكولوجيته المهضومة الحق ,,فقد وقع ضحية الاستعجال

بعد قليل اخذ الضجيج وضعا اخر ...مفزع ومضحك

كانت حلقة مشاجرة على الفرن تتطاير فيها ارغفة العيش بالهواء ,, سقط رغيف بجحر رجل متسول كان يجلس امام القهوة المقابلة للفرن ...ارازق ...او كما يقال ...مصائب قوم عند قوم فوائد
نظرت الى الشجار ثانية وتمتمت ( الاستعجال ...الاستعجال )

جاء الميكروباص الذى انتظره متبخترا ..ولما لا يتبختر فسوقه رائج والطلب عليه كثير...ذهبت لاحاول الركوب وسط الجمع المحتشد امامه ,,فتمتم احدهم من ورائى ,,,( الاستعجال ... الاستعجال )
اندهشت ونظرت خلفى رايت رجلا عجور يبتسم ( ما تستعجليش .. هيجى غيروا ) ابتسم وابتسمت واكدنا انه لا داعى للاستعجال
دفعت ضريبة هذا وقوف ربع ساعة كاملة ولا ميكروباص يبرز فى الافق ..نكس الرجل راسه ونظرت انا اليه بغيظ مكشرا عن انياب الغول الخفية
قررت السير على الاقدام الى الحى العتيق البعيد نسبيا ( فهذه ضريبة التخلى عن صفة متجذرة بسيكولوجيا المصريين !!!!!)

الجملة بين المقتبس مخض مزحة مع الباطن لكن التحليل الحقيقى لهذا الموقف مستكين بداخلى من سنة تقريبا عندما قرئت الخيميائى لكويليهو
( عندما تؤمن بمبدأ فان الكون كله يتآمر للوقوف بجانبك )
كانت قناعاتى ان هذه الجملة اخر سطر من اخر صفحة من انجيل الحياة لابد من الاطلاع على الترانيم السابقة عليها لتكتمل الرؤيا
فى رأيى انه عندما تؤمن بمبدأ فان الكون بموجوداته تصارعك فى البداية ,,تفرض عليك المصاعب لتتاكد من ايمانك الراسخ بهذا المبدأ ان نجحت بالاختبار الاول فرضت عليك اختبار اصعب ثم اصعب وهكذا حتى يطمئن الكون اليك فان اطمئن الى ايمانك يأتى النغير العكسى,,,ياتى المدد والمساعدة,,,وتتامر كل الموجودات لصالحك وصالح هدفك
اذن ( مأساة تاخر الميكروباص ) كانت الصعب الاول لايمانى بفكرة لا للاستعجال ال....مفرط

( يتبع )

شُذَّ، شُذَّ بكل قواك عن القاعدة
لا تضع نجمتين على لفظة واحدة
وضع الهامشيّ إلى جانب الجوهريّ
لتكتمل النشوة الصاعدة
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.03116 seconds with 10 queries