لا أحدَ يختارُ مَصيره
لا أحدَ يسـتطيعُ أن يتجاوزَ المنطقة الرمادية التي تحبسُـنا في قعرِها
أولئكَ الذينَ يتبجَّحونَ بـِالمـَعرفة الكُلّية حَمقى
الاستماعُ إليهم مَضيعةٌ للوقت، وَاليقينُ حلمٌ مثل بقيةِ أحلامنا
نتوهّمهُ وَنَعيشُـه وَنحنُ في توقٍ جارفٍ إليه
تـُرى هل هناكَ مَنْ يعلم شَـيئاً عَن الغد؟!
المرءُ قادرٌ على صنع المصير، وإلا باتَ شيئاً من أشياء هذا الوجود! وما المصيرُ إلا ما يصنعه البشرُ بالإيمان والإرادة والقدرة على الاستمرار!!!
وإن كانَ البشرُ مأسورين في قعرِ حدودِهم ومناطقهم، فعلى العقلِ السّلام... ومن منّا لا يعتقدُ أنَّه قادرٌ على شيءٍ إن أرادَ أن يقدرَ عليه؟!
الإنسانُ حفنةُ وجودٍ وفيه يروح ويجيء، ولأنّه قد حدَّ نفسَه في أطرٍ سبقَ وأن رسمَها، فهذا الحدُّ يقتلُه ثمَّ يلقي ما تبقّى من رفاتِه على شطآن اليائسين. فإن تبجَّحَ بمعرفةٍ وإن تباهى بقدرةٍ فلأنّه إنسان!!! والبشرُ أبعدُ ما يكون عن المطلق...
ماذا يعني الوقت حتّى نبحثُ في معنى الضّياع؟ وهل التجربة تخلو من الوقت المبذَّر بين هذا وذاك؟! أليس الاختبارُ ضياعاً نرصّه بين أصحابِه الضّياعات فوق رفوف الماضي الحكيم؟!
لك منّي يا نوّارَ القلوب كل سلام
.