31/07/2008
|
#4
|
مشرف متقاعد
نورنا ب: |
Nov 2007 |
المطرح: |
بـــ هـالأرض المجنونـــــة .. |
مشاركات: |
1,398 |
|
هل هناك أمل للسلام في شرق المتوسط
القضية الفلسطينية تظل مركز الزلزال الذي يجتاح المنطقة
لو وجدت المعجزات، فلا بد لها ان تشبه ما يحدث مع الاركسترا التي يقودها دانييل بورنبوم والمكونة من فتية إسرائيليين وعرب وأسبان والقائمة على مبادرة ولدت من رحم صداقة رجلين ومن قلق مشترك على مصير شعبيهما، اللذين يبدوان وقد حكم عليهما بالعيش في ظل المواجهة الدائمة، وهذان الرجلان هما دانييل بارنبوم وادوارد سعيد، الأول إسرائيلي والثاني فلسطيني.
ربما وضعتهما اللغة العالمية للموسيقى على درب الصداقة لكن الغاية من الاركسترا ظهرت كدفعة نحو السلام، ادوارد سعيد رحل عن عالمنا في أيلول العام الماضي بعد حضور ورشة العمل والحفلة الموسيقية في برشلونة والاتفاق مع دانييل بارنبوم ومانويل شافيز على إعطاء شكل أساسي للتجربة التي تواصلت في السنوات السابقة.
وتتضمن المؤسسة الجديدة، التي تحمل اسم "سعيد وبرنبوم" وتستند على "جمعية الثقافات الثلاث" وترعاها بشكل مشترك المملكة المغربية والمجلس الاندلسي- تتضمن مشروعات موسيقية وتعاونية مكرسة لفتيان اندلسيين وعرب وإسرائيليين.
خلال ثلاثة أسابيع من شهر تموز الماضي تعايش حوالي مئة من الفتية والفتيات وعملوا سوياً تحت قيادة بارنبوم في مدرسة قديمة في بلدة بيلاس قرب اشبيلية، تعايشاً مكثفا عبر العمل الموسيقي وعبر النقاشات بينهم وعبر تجربة العيش المشترك بحد ذاتها ليلاً نهاراً في بيئة تتناقض بصورة خارقة للعادة مع التجربة المعاشة في إسرائيل وفلسطين.
ولقد شاركت على ضوء أعمال هذه الورشة الموسيقية مع دانييل بورنبوم في محادثة حول الوضع في الشرق الأوسط مع عدة فلسطينيين وإسرائيليين، وانظم إليها بعض الفتيان في بعض اللحظات وعكسوا وجهاً إنسانيا شجاعاً يؤمن بإمكانية التعايش بسلام في الحيز العام الضئيل الذي قدر لهم ان يتشاطروه، وذلك ضد مناخ الرعب وعمليات الانتقام الذي يوجد المزيد من الرعب كل يوم منذ سنوات طويلة.
وجميعهم وجه انتقادات لتصرفات المسؤولين في مجتمعاتهم سواء كانوا فلسطينيين أم إسرائيليين وجميعهم يعتقد كما كان حرياً بغابرييل غارسيا ماركيز، بإمكانية وجود حكاية جديدة تغير المصير المعذب اهذين الشعبين حكاية جديدة لا ترمي الى ان تكون ابتكاراً جديداً وإنما عودة مظفرة إلى الأصل، مع تنازل حازم عن العنف، انطلاقاً من احترام حقوق الشعبين كليهما ومع الوعي بان السلام يتطلب اتفاقات تفترض تنازلات من الطرفين كليهما.
قررنا السير مجددا في هذا الطريق اثر عدة جلسات تاملية في فصول الصيف السابقة، وقررنا الاتصال بسلطات الاتحاد الأوربي ومسؤولي الدول والمفوضية والمجلس، وبالإضافة إلى قادة برلمانيين أوروبيين، وذلك كي يصغوا للطرح البديل، ويعملوا على تحقيقه من جذوره ومن أصله.
هم لن يقولوا ذلك، لكنني اشعر بحرية التعبير عن المشاعر المسيطرة، التي يقول لسان حالها انه مع القادة الحاليين والمعاندات السياسية التي تحدث، لا يوجد أمل بالسلام، فلا الرعب ولا الأسوار ولا الهجمات الانتحارية ولا الاغتيالات الانتقائية تمثل الغالبيات الاجتماعية في هذا الحيز الصغير، الذي يتقاسمه الفلسطينيون والإسرائيليون.
لكن هؤلاء القادة، من كلا الطرفين، لا يزالون هم المحاورون الوحيدون لأوروبا ولمجمل المجتمع الدولي. في حين أصبح من العبث القيام بمحاولات للتحقق من انه لا يوجد تطابق بين جهد المساعدة وتوظيف هذه المساعدة، مثلما يحدث فيما يتعلق بالمسؤولين الفلسطينيين. ومن العبث القيام بمحاولات للتحقق من ان السلطات الحالية في إسرائيل تحتقر المبادرات الأوروبية وتغرض الشروط عليها، على الرغم من الاتفاقات والعلاقة المتبادلة على الصعيدين التجاري والاقتصادي.
سنبدأ في شهر أيلول الجاري بتقديم حكاية جديدة للرأي العام العالمي، عن طريق وسائل الإعلام المستعدة لإخراجها إلى النور، وسنطلب دعما للسياسات الجديدة التي ستجسد مسؤولين جدداً من القادة الأوروبيين، الذين يؤمنون بأن مصيراً آخر هو أمر ممكن بالنسبة للشرق الأوسط والذين يعتقدون، من المجتمعين، بأنه بدون رد على المشكلة الفلسطينية- الإسرائيلية، على أساس أنها تشكل المركز السطحي لكل الزلزال الإقليمي في الشرق الأوسط، لا يوجد أمل بالسلام.
في اللقاء الذي استمر يومين، شارك مصطفى البرغوثي وياون ازراحي ورشيد خالدي ورجاء شحادة وافي شلايم ووديع سعيد، إلى جانب مريم سعيد "ارملة ادوارد سعيد"ودانييل بورنبوم وأنا في الفعاليات.
من الإعلان الذي قدمناه للإعلان بنهاية الحفلة الموسيقية في برشلونة، يبرز نداء أول إلى الحكومتين الألمانية والأسبانية يطلب المساعدة للخروج من الحصار السياسي الذي يجد الشعبين كليهما نفسيهما عالقين فيه وفي جحيم من التدمير المتبادل والتدمير الذاتي، علما بان الفلسطينيين والإسرائيليين لا يستطيعون حل النزاع بمفردهم.
ويتواصل البيان مذكراً بالتزام أوروبا بهذه القضية وذلك عبر مسؤولية أخلاقية ومصالح حيوية استراتيجية، أصبحت تشاهد متأثرة بشكل عميق في بلدان أوروبية كثيرة.
وبالتالي فإننا نحث أوروبا على استخدام الموارد الكبيرة التي بحوزتها من اجل التصرف بصورة حاسمة وبطريقة فورية في توسيع نطاق تطبيق المباديء العالمية للعدالة، التي تنبثق عن التقليد اليهودي والمسيحي والإسلامي.
ان الحرث في الأخدود ذاته يغرقه بدون ان يفتح الحيز، ونحن نحتاج إلى وسائل أخرى،
ولذلك نقترح قناة جديدة لتجديد الأمل.
فيليبي غونزاليس- رئيس الوزراء الأسباني الأسبق

|
|
|