طموح............ولكن؟؟
جلس على مقعده المعتاد يفكر في واقعه وأحواله....فكر في أولاده ....زوجته اللحوح،
فكر في بلده الحبيب.....تذكر كيف ينهش بعض الأوغاد خيراته وثرواته....غضب ثارت ثائرته....فكر قليلا ....
سحب من جيب بذته قلما وورقة وكتب:
غدا سأعطي قرارا باقالة المدير ""فلان ""لأنه مختلس....وآخر بتسريح الوظف ""علان""لأنه مرتشي.....والى ما
هنالك من قرارات تتعلق بتنظيف البلد من الفاسدين ....المفسدين...،أحس باختناق وضيق ،
مديده الى ربطة عنقه ليفكها ....لم يجدها ....بحث عنها ...دون جدوى ....جالت يده جميع أنحاء صدره الواسع
بلا أدنى أمل في لقياها.....نظر الى نفسه فوجد أنه لا يزال في بذته البرتقالية ....ضحك .....قهقه بصوت عال ....
نظر يمنة ويسرى متأكدا أن أحدا لم يره ....كسر قلمه ...مزق أوراقه وأقسم ألا يقيل أحدا أو يسرح أحد.....
وقف ....حمل مكنسته ....وجر عربته مبتعدا عن طموحاته وأحلامه....أحس بارتياح غريب يسري في عروقه ....
في طريقه صادف لوحة كتب عليها :""البلد بلدك""" غض النظر عنها وتابع المسير...
الشمس لا تبقى خلف الغيوم باستمرار
على الإنسان تحمل الهزيمة وهذا سر البقاء
لا بد أن أجمل الأيام التي سنعيشها هي تلك القادمة
|