عرض مشاركة واحدة
قديم 13/07/2008   #18
شب و شيخ الشباب قرصان الأدرياتيك
عضو
-- زعيـــــــم --
 
الصورة الرمزية لـ قرصان الأدرياتيك
قرصان الأدرياتيك is offline
 
نورنا ب:
Jan 2008
مشاركات:
1,446

افتراضي وماذا بعد؟!


عزيزي فيفا سيريا
أجيبُك قبل كلِّ شيء رداً على اسمِك: تحيا سورية رافعاً يدي دلالةً على رغبتي في رفعة هذا البلد ونصره في كافّة المجالات، وكم آملُ أن يكونَ ذلك واقعاً!


لي كلمة واحدة في قضيّة الاعتقال والمعتقلين:
طبعاً وقبل البدء في الحديث لابُدَّ لي من ذكر نظرتي في الفكرة بشكلٍ عامّ ثمَّ العودة بها إلى الخاصّ الذي طرحه صديقُنا فيفا.
أرفض وبشكلٍ قاطع المحاكمات العسكريّة والاعتقالات العشوائيّة والضغط الفكريّ الحادّ الذي تعاني منه سوريّة، كما أرفض الرّقابة الفكريّة والإعلاميّة وتحديد الحقّ في التعبير في شتّى المجالات، هذا من الناحية النظريّة العامّة.
ولكن (وهذه استدراكيّة) لكلّ مجتمع ودولة قيم وأسس تُبنى عليها وظروف تؤثّر فيها سلباً أو إيجاباً، ومن حقّ كلّ من تلك النظم معالجة الحالات المتطرّفة بالنّظر إلى الحالة في خصوصيّتها وتفرّدها، لا في منظارها العام...

ولهذا فأنا لا أرى أنَّ جميع المعتقلين أبرياء، وخصوصاً أولئك الذين انطلقوا في نقدهم للنظام القائم من أسسٍ دينيّة أو أسس عرقيّة أو أولئك الذين تطرّفوا في نقدهم فباتت مصلحة الدول المجاورة تتقدّم مصلحة وطني وبلادي.

سآتي على الأمثلة كي لا يُساء فهمي:
من ينطلق في نقدِه أسس الحكم القائم من الأسس الدينيّة يسعى من وراء خطبه ومنشوراته إلى إسقاط النظام من أجل بلوغ أهدافه التي تتمحور حول توحيد الدّين والدّولة في بوتقة واحدة، وهذا يعني تصنيف المواطنين وتقسيمهم إلى درجات تعود إلى دين ومذهب كلٍّ منهم. وأنا أرى أنَّ محاكمة هؤلاء عادلة لأنّهم يسعون في دمارِ الأمن الذي ترتع فيه تلك الأقليّات الدينيّة، وأقول محاكمتهم لا تعذيبهم وإعدامهم (للتأكيد فقط).

من يستند في خطاب معارضته على العرقيّة يشابه في حالته الطّرف الأوّل لكنّه يختلف عنه في الأهداف والغايات. وحوادث الجزيرة السوريّة أكبر دليل على هذا:
تسعى الأحزابُ الكرديّة سراً أو علناً إلى نزع المنطقة الشماليّة الشرقيّة وضمّها إلى كردستان الكبرى، وقراءة سريعة في منشورات تلك الأحزاب الشفهيّة والإلكترونيّة تبيّن ذلك بوضوح لا مثيل له... فأمّا المعترض على النّظر فآتيه بالوقائع:
كنتُ شاهداً حيّاً على الأحداث التي وقعت في تلك المناطق في ربيع سنة 2004 قبل عدّة أيّام من عيد النوروز الشهير. حادثة الملعب كانت معدَّة والشّغب الذي وقع ضحيّته عددٌ من الأكراد دعاهم إلى الثّورة، حتّى هذه اللحظة لا اعتراض عندي حول ذلك، إذ يُمكن عزاء ذلك إلى حالة من الغضب العامّ أو ما شابه... لكنّ ما تبع يؤكّد اختلاف الأمر في بنيته التحتيّة الباطنيّة والفوقيّة الظاهريّة:
في عامودا أحرقوا المؤسّسات الاجتماعيّة وطردوا رجالَ الأمن من المخفر وأنزلوا العلم السوريّ ورفعوا علم دولة كردستان لأكثر من أربع وعشرين ساعة!!! في المالكيّة أحرقوا المجمّع والبلديّة وتمثال الرّئيس الأسد بعد أن كسرت امرأة رأسه (لا أذكر إن كانت الحادثة جرت في المالكيّة أم عامودا. قتلتْ هذه المرأة في ما بعد). في القامشلي والحسكة قاموا بحرق عدّة محلات تعود إلى المسيحيّين كما كسروا الكثير من سيّاراتهم... إلخ.
هذه الأمور لا يُمكنني إدراجها ضمن ثورة الغضب بل ضمن الرغبة الانفصاليّة الواضحة، ثمَّ وما علاقة المسيحيّين بالأمر؟! لماذا لم يقتربوا من العشائر العربيّة السنيّة التي وقفت في وجههم وخرّبت محالهم التجاريّة في ما بعد؟!
العرق والدّين أسّان قامت عليهما ثورة الأكراد المرتقبة منذ زمنٍ بعيد.

المثال الثّالث هو الكاتب ميشيل كيلو
وقد تابعتُ مقالاته مراراً في جريدة "النهار" اللبنانيّة... في سعيه إلى نهضة فكريّة أحيّيه وأشدّ على يديه، فأمّا أن يمدحَ لبنانَ ويذمّ في مواقف سوريّة الخارجيّة فهذا لعمري يُعتبر خيانة...
مشكلتنا مع لبنان مشكلة لها أبعاد كثيرة وتدور أساساً حول صراع الدّول الشرق أوسطيّة الكبرى ودول غربيّة في ساحة لبنان وعليه: السّعوديّة ومصر وإيران وإسرائيل ومعها الولايات المتّحدة وفرنسا التي تمثّل العالم الأوروبي الليبيراليّ... وسوريّة جزءٌ أساسيّ من هذا الصّراع لعوامل ترتبط بالتّاريخ والجغرافية والسّياسة!!!
فأن أقف علناً في وجه بلدي فهذا يعني مؤازرة الدّول الطّامعة الأخرى حتّى ولو لم أعلن ذلك في منهجي الفكريّ... وأنا لا أتّفق معه في ما يكتب ولكنّ هذا لا يعني اعتقاله ومحاكمته إلا ذا جاءَ بأخبارٍ وتحاليل ليست الحكومة منها بشيء، كما يحدث تماماً في العالم الغربيّ.


أخيراً أتمنّى على الجميع فهمَ الحالات كما هي، وسبق أن أعلنتُ أنّ كلَّ حالة من حالات المعارضة تعتبر حالة فريدة وخاصّة يجب النّظر إليها ضمن ثقافتها ومنهجها وعقيدتها...
وكلامي حول المعارضة لا يعني أبداً موافقة القضاء والنّظام في ما فعل وما يفعله، وخاصّة على الصّعيدين الاقتصادي والإعلاميّ!

أختم بالسّلام.

Mors ultima ratio
.
www.tuesillevir.blogspot.com
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.03317 seconds with 10 queries