عرض مشاركة واحدة
قديم 12/07/2008   #113
شب و شيخ الشباب قرصان الأدرياتيك
عضو
-- زعيـــــــم --
 
الصورة الرمزية لـ قرصان الأدرياتيك
قرصان الأدرياتيك is offline
 
نورنا ب:
Jan 2008
مشاركات:
1,446

افتراضي


اليومَ نهضتُ مُبكّراً على غير عادتي، فعندما رقدتُ في الخامسةِ صباحاً كان المؤذّنُ القريبُ ما يزال يترنّم ببقايا أرجوزته الدينيّة وبعضُ المصلين يهتفون معه باسم الجلالةٍ مكبَّراً... ضوضاءُ السيّارات طغت على رغبتي في النّوم وحياةُ القاهرة المصريّة لا تعرف الموتَ ولا معنى الرّقاد!!!
ذهبتُ إلى الحلّاقِ أرتّب ما تبقّى من ذاك النسيج البشريّ الأشقر، فحدّثني عن زواجه المقبل وبحثه المضنيّ عن منزلٍ يأويه، وقال لي بلهجته المصريّة (حسب ما أذكر): مصر خلاص ما بقاش فيها بيوت!!!
أخبرني أنَّ منزلاً في حيِّ ناءٍ يكلّفه 180 ألفَ جنيه، ومع هذا الثّمن عليه أن يدفع 300 إيجاراً شهريّاً.
بات الزّواجُ حلماً مستحيلاً... وضيق العيش يسدُّ كلَّ باب.

أهملتُ عملي وأطروحة الدّراسة التي بين يديّ، وقلتُ في نفسي اذهب يا رجل وسلّم على الأصحابِ في الأخويّة، دخلتُ الباب المفتوح فابتسمَ لي فيفا سيريا وقال: أهلاً أهلاً كنتُ أنتظرك، اذهب إلى غرفة "التغيير" فقد تركتُ لك خطاباً أزلياً... هرعتُ إلى المكان فهالني أنَّ ابن سوريّة البار كان يريدُ اصطيادي كسمكةٍ ساذجة بشصّ فولاذيّ... هربتُ منه واعتذرتُ عمّا بدرَ منّي في الآونة الأخيرة من مشاركات ناشفة بقشرها وتفلها... وأنا في هذه الحال إذ بحسناء تُدعى مروة تناديني وتقول لي: أرجوك اخلع عنك هذا القناع فكلّما نظرتُ إليك شعرتُ بالخوف والكآبة، أجبتها: أليست الأقنعة دليلاً على الرّغبات الكامنة فينا؟! فلوت فمها ورفعت حاجبيها دليلاً على عدم الرّضى.

منذ فترة قصيرة سألتُ صديقاً عاشَ في العاصمة المصريّة عن حاجتي إلى بعض الأدوات المكتبيّة، فدلّني على واحدة من كبرى المكتبات "سمير وعلي" تقع في مدينة نصر في شارع عبّاس العقّاد، ولهذا عليّ أن أترككم فحاجتي إلى الأقلام والأوراق والدفاتر تفوق كلَّ حاجة ومطلب...
نعودُ قريباً .

Mors ultima ratio
.
www.tuesillevir.blogspot.com
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.02129 seconds with 10 queries