كنت ألعب فوق السحاب مع أصدقائي الملائكة نقفز على الغيوم مثلما تقفز الفراشات على الزهور غير أبهين بأننا اقتربنا من الأرض وتخطينا الحدود الفاصلة بينها فهرع الملائكة الصغار هرباً خوفاً من العقاب ولكنني بقيت متسمراً محدقاً بالتلال والشلالات والأودية وبأطفال يلعبون ببرائة الملائكة فسقطوا في قلبي كما يسقط الدلو بالبئر العميقة وغرفوا من محبتي لهم الكثير رغم حديث معرفتي بهم وساورني الفضول إن انزل إليهم وألعب معهم وبالفعل تجاوزت كل القوانين والحدود ونزلت إلى الأرض ظناً مني انها افضل من السماء وبالفعل بداية الأمر ظننت انها افضل من السماء ربما لأنني رأيت وجهاُ واحداً من اوجهها المئة وعندما حل المساء ودعني الأطفال مغادرين إلى بيوتهم والبسمة على شفاههم وعندها تذكرت انني تأخرت على موعد عودتي للسماء ولكني التفت لأجد اجنحتي قد اختفت وصرت اسوح بالمدينة علني اجد طريقة اخرى للعودة للسماء فرأيت العجب العجاب رأيت الفقر والجوع ينهش باطفال الشوارع ورأيت الفحس والثراء وصل بالأغنياء حد البطر ورأيت الزاني والقاتل والفاسق وفي آخر الليل رأيت دار للعبادة مضاءة كأنها منارة للضائعين امثالي فدخلتها فردت إلي روحي لرؤيتي جنة من جنان الله على الأرض كل من فيها يذكر اسم الله متذكراً فيها موطني الذي اشتقت إليه وتمنيت لو اني ما نزلت إلى الأرض وما رأيت ما رأيت وودت لو اني لم اصبح ( الملاك الضائع )