إخوتي..
لا يغرنكم شعري الأشقر.. فأنا آسيوي
ولا تلتفتوا إلى زرقة عيناي.. فأنا إفريقي
في بلدي لا تلقي الأشجار بظلالها على جذورها
كما في بلادكم أيضا
الخبز بين أنياب الأسد في موطني
والتنين يرقد بجانب ينابيع الماء
كما في بلادكم أيضا
ونحن نموت قبل أن نصل لسن الخمسين
كما في بلادكم أيضا
فلا يغرنكم شعري الأشقر.. فأنا آسيوي
ولا تلتفتوا إلى زرقة عيناي.. فأنا إفريقي
قومي لا يعرف ثمانون منهم لا القراءة ولا الكتابة
وأشعارنا تنتقل من فم إلى فم كي تغدو غنوة
فالشعر يتحول إلى أعلام في بلادي
وكذلك في بلادكم
إخوتي..
لنسير بجوار ثور الحرث النحيل كي نحرث تربتنا بأشعارنا
وليغمر وحل مزارع الأرز حتى ركبنا
ولنسأل جميع الأسئلة
ولنجمع كل الأشعة
ولنقف في مدخل كل طريق
ولنصفّ من أشعارنا طريقا لكيلومترات طويلة
ولنكون أول من يتبين عدونا المقترب
ثم لنضرب بطبولنا
كي لا يبقى بلد أسير أو إنسان
ولا غيوم ذرية
ولنهب كل ما نملك من مال ومُلك وفكر وروح
ولتغدو أشعارنا طريق حريتنا الكبيرة
(موسكو 22 كانون الثاني 1962)