عزيزي المُحارب... حَيّاكَ اللهُ وبيَّاكَ
كنتُ أظنُّ أنَّ نفَسَك أطولُ في عراك الجهّالِ الذين لا يفهمون الخمسةَ من الطمسة مثلي... أنا آسفُ إن كنتُ أغضبتُك وأغلظتُ في قولي معك ولكنّ الحوارَ يا صاحبي يتطلّبُ منّا الرّصانة والجديّة وقولَ الحقيقة بقشورها، ولهذا فعليك كما عليّ سنّ السّيف وشحذ الرمح ليكونَ قتالُنا لائقاً أمام جمع الأصحاب والرّفاق... لا تنسَ الخوذة والتّرس!!! فحماية الرّأس والعقل الذي فيه واجبُنا الأوّل والأخير، وفقدانه يعني انتهاء المعركة.
وصدقني مالك فهمان الخمسة من الطمسة .
أنتَ على حقّ فأنا لا أفهم ما الرّابط بين الخمسة والطمسة، فإن كنتَ تعلمه فاهدني هداك الإله!
وبتروح وبتجي وبتميع الموضوع وبتضوعو بمتاهات سكنت عقلك وحدك .
هلا أرشدتني إلى متاهةٍ واحدة من المتاهات التي سكنت عقلي فغفلتُ عنها وعلمتها أنت؟! وإن لم تفعلْ كانَ كلامُك فورةَ غضبٍ لا أكثر!
وبأحكام مسبقة تناسب ضيق صدرك
الأحكام المُسبقة هي تلك الأحكام التي تصدر في مسألة معيّنة نتيجة لتأثيرٍ خارجيّ دون النّظر إلى المسألة نفسِها في حدّ ذاتها ودون ملامسة موضوعها، ولا أحسبني صاحبَ هذه الأحكام! لأني على ما أعتقد قد لمستُ جوهرَ القضيّة الأمر الذي أثارك لأنّه لمسَ فيك شيئاً مقدّساً لا يُسمح لأحد بالدّخولِ إلى حرمه، ولا حتى لعقلِك أو فكرِك.
للأسف قرصنة العقول على الطريقة الغربية للسيطرة عليها بشكل سفسطائي . أنت أبعد أن تقنعني بها .
أنا لم أدخل في الحوارِ لإقناعِك، وإن كنتَ تعتقد أنَّ الجدالَ في أمرٍ معيّن هو لمجرّد الإقناع، فقد ضللتَ الطّريق!
والسّفسطة هي الكلامُ لمجرّد الكلام، ولا أحسبُ أنَّ الذي حدثَ بيننا كان بغيرِ هدفٍ وغاية، إلا إن كنتَ تراه أنتَ كذلك، فهذا من دواعي أسفي الشّديد!!!
وانت خير الأمثلة عن هذا الشباب العربي المسكين . الفاقد للهوية الفكرية
شكراً على هذا الوصف، ولكنّي لستُ بحاجةٍ إلى شهادتك، لأني لستُ عربيّاً في الجنس لأكون من الشّبابِ العربيّ، أنا سريانيٌّ في قوميّتي وعربيٌّ في لساني... واللبيبُ من الإشارةِ يفهمُ!
وبتمنى ماترد تفقد السيطرة على كلماتك لأن عظماء المفكرين عادة أمثالك لا ينزعجون ممايقوله العوام أمثالي
السّيطرة على الكلمات تبقى ضمنَ الفكرِ ولا يُمكنها أن تتعدّاه، فإذا ما صوّرَ هذا الفكرُ كلماتَه على السّطرِ أو الشّاشة، فقد فقدَ السّيطرة عليها. فنتائجها خرجت عن دائرة الفرديّة إلى حيّز الجماعيّة... وأشكرك من كلِّ قلبي على هذا التنبيه، ولكنّي لا أخشى أن أفقدَ السّيطرة والتملّك عليها لأنّ إشراكَ الآخرين فيها أكبر بكثير من حبّ التملّك الفرديّ، وهذه بغيتي ومناي!
كما أني لستُ على ما وصفتني به من العظمة والفكر، ففقري يقيني من هذه الأوهام، وأفضّلُ أن أكونَ من العوامِ، صفاً بصفّ إلى جانبك، على أن أكون من أولئك بعيداً عنك.
على فكرة في غلط بهمزة تانية لاقيها وأعربها
نعم يا صديقي الحبيب، أنقصتَ همزة ضمير المخاطب المفرد المذكّر المُنفصل "أنتَ"، ولا حاجة إلى إعراب الهمزة، يكفي وضعها في محلّها وستكون لك من الشّاكرين.
أتركك الآن بسلامٍ وأسألُ ربَّ السّلام أن يهبَك ما تصبو إليه: محبّتي.
Mors ultima ratio
.
www.tuesillevir.blogspot.com
|