الموضوع: من هو الله؟؟
عرض مشاركة واحدة
قديم 25/06/2008   #121
شب و شيخ الشباب Najm
عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ Najm
Najm is offline
 
نورنا ب:
May 2008
المطرح:
غريب..
مشاركات:
272

إرسال خطاب MSN إلى Najm
افتراضي


ترجع الفكرة للسؤال التالي : من خلق من الله خلق الانسان ام الانسان خلق الله .

سأسمح لنفسي بتدخل بسيط على ضوء الموضوع الذي أتمنى أن يصل إلى ضوء..
من خلق من! نفترض أن قناعتك بأن الإنسان خلق الله صحيحة وأنا شخصيا لي نفس الإقتناع ولكن بمنظور آخر فهناك العديد من الآلهة تتعدد من شخص لآخر( فهناك من إلهه الجنس أو المال أو السلطة أو الهوى أو الجهل..) وأنا على يقين أن هذه الآلهة تعبد كل حسب طقوسه وثقافته..
ولكن إذا كانت الفكرة عامة وتشمل الله في حد ذاته بأن الإنسان هو من خلق الله فسنسقط حتما في العبثية وهذا المصطلح يحيلنا إلى إلغاء الروابط المنطقية في
تسلسل الأحداث أو المفاهيم المتعددة وعلاقتها ببعضها البعض، وهذا الإلغاء
يقود هذا التسلسل في الأحداث أو المفاهيم إلى أن تتحرر من أية رؤية واضحة
لوجود هدف أو نمط منطقي مألوف وواضح. والعبث هو في الحقيقة نوع من أنواع
التيه الفكري والذي يقود بالضرورة إلى حالة من حالات العذاب وعلى مستويات
عدة. وخير دليل على العذاب بواسطة العبثية هو إسطورة سيزيف إذن العبثية هو فقدان الهدف أو الروابط المنطقية فهل (الخلق) هو نوع من العبثية؟! وهنا سأطرح التساؤل الأزلي المتكرر والملح (وبحسب اعتقادي أن الله هوالخالق) لماذا خلقنا الله؟ و ما هو الهدف والغاية من خلقنا؟
بعيداً عن النصوص المقدسة
الإجابة لابد وأن تكون "المعرفة". "المعرفة" على أنها مشيئة الرب أن
يُعرف بواسطة خلقه. تلك "المعرفة" تبدو وكأنها ضرورة مُلحة، ولولاها
لإنتفت فكرة الإله لإنتفاء المجال العقلي (الإنسان، الخلق) لهذه الفكرة.
وهذا المفهوم بالمناسبة ليس جديداً. جاء في الحديث القدسي: "كنت كنزاً
مخفياً فأردت أن أعرف فخلقت الخلق، فبي عرفوني". وإن كنت قد شرطت في
البداية بعدم الإستشهاد بالنص المقدس، فإن الحالة هنا أبعد من أن تكون
"تقريراً" لا يمكننا تصوره أو إستيعابه عقلاً. بل، في الحقيقة، فإن
المعرفة هي أساس وجود الإله بين عباده. وبـ "المعرفة" هنا أقصد تحديداً
الإقرار (الإيمان، الإستدلال، البرهان، الشك، الإحساس، الإشتباه) بوجود
إله. فإرادة "المعرفة" من جانب الرب جل شأنه هو السبب الرئيسي في حياة
الخلق، وهو السبب الرئيسي في حياة الخالق كفكرة.
بل، في الحقيقة، إنكار الإله وجحود وجوده هو في حد ذاته دليلٌ على حياته
المعنوية في أذهان هؤلاء. فكأنما بإنكارهم وجوده، هم على الحقيقة يقرون
ضمناً بإعمال "الفكر" في حياته، بغض النظر عن نتيجة هذا الفكر أو الجهد
الذهني الذي بذلوه. وهل يكون الهدف من الخلق إلا أن يحيا الخالق في ذهن
مخلوقه؟! وهل يكون نجاح ساحق بعد هكذا نجاح على المخلوق؟
لنتخيل فضاء واسع الأرجاء ولا يوجد به "خلق" يمكنه تصور فكرة الإله، وليس
بمقدوره "معرفة" أياً كان نوعها، هل يمكن للـ "إله" أن يكون حياً في مثل
هكذا ظرف؟
لاحظ أنا هنا أتكلم عن "حياة" معنوية وفكرية بحتة.
إذن "المعرفة"، وعلى المفهوم الذي شرحته أعلاه، هي الغرض من "الخلق" وعلى
الشكل الذي نراه تحديداً وهكذا تكون إرادة ومشيئة الرب تحققت حتى وإن
أنكره منكر. أقول "حتى وإن أنكره منكر" لأن هذا المُنكِر للرب
يعترف ضمناً بإنكاره أياه بأنه قد أعمل الفكر فيه، وتلك هي حياة الإله
المعنوية في ذهن مخلوقه وإستمراريتها ونجاحها الباهر. فكأنما التفكر فيه
(إثباتاً أو نفياً أو حتى في محاولة مبدئية للفهم) هو عبادته،
وبإعمال الفكر فيه (عبادته) يكون قد تحققت مشيئته تعالى في خلقه كلهم
وبلا إستثناء. وهذه قمة "العبقرية" والتي لا يضاهيها ذكاء أو عبقرية
لذاته العلية جل شأنه لأنه يحيا في فكر المؤمن والجاحد على السواء..

أي قدرمن الحقيقة يستطيع أن يتحمله الإنسان..!

يقول نيتشه: "أدى تبنِّي مفهوم السعادة إلى خنق البحث العلمي."
يمكن القول، اليوم: "أدى البحثُ العلمي إلى خنق مفهوم السعادة."
 
 
Page generated in 0.03569 seconds with 10 queries