رموز الماسونية وما وراءها يسري فودة: يرمز هذا الحرف اختصاراً إلى الكلمة الإنجليزية التي تعني هندسة، وبعضهم يقول: إنها ترمز أيضاً إلى لفظ الجلالة، لكنَّ إلههم ليس بالضرورة إله موسى وعيسى ومحمد، بل هو مهندس الكون الأعظم، ولك أنت حرية تحديد من يمكن أن ينطبق عليه هذا الوصف، أما أهم رموز الماسونية على الإطلاق فهو المربع الناتج من التقاء الزاوية القائمة بالفرجار، لكن الماسونيين أنفسهم يعترفون بأن هذا الرمز تطور أصلاً عن هذه النجمة.
زياد (ماسوني من دولة عربية): نجمة داود معناها الرمزي هي ترمز إلى الحياة، الماسونية تتعاطى بالرموز، كل شيء فيها رموز، وكل رمز إله أكثر من معنى، وكل أخ بيفهم الرمز بما يتطابق بحياته، ما إلها علاقة أبداً الصهيونية بالموضوع، وما فيك تلوم الناس إذا.. إذا بيفكروا هيك، لأنه بيشوفوا النجمة، النجمة.. نجمة.. النجمة اللي بتشوفها بالماسونية هايدي نجمة مشبكة، وهذه النجمة، هايدا الفرق بينها وبين نجمة داود المستعملة عند اليهود... وإذا بتحب تعرف شغلة تانية.. الإنسان المتطرف مهما يكن دينه فيمكن أن يكون ماسوني.
مارتن شورت -مؤلف كتاب (الماسونية: داخل الأخوة): تقول: إنك تدافع عن وجهة النظر الغائبة، ولكنني أفهم أن الماسونية توصف في اللغة العربية بأنها بيت الشيطان، وأنها دين الشيطان.
جون شو (أستاذ التاريخ بجامعة غولدن سميث): أنا مؤرخ للماسونية، ولم يحدث أبداً أن وقع في يدي دليلٌ يدعم ذلك، فالماسونية لا تتواجد على ساحة دولية، ولا تمثل مؤامرة دولية، ولا جزءاً من مؤامرة صهيونية، أعتقد أن للرموز جذوراً مختلفة تماماً، وهي معقدةٌ، ولها أساساً أربعة مصادر:أحدها هو الكتاب المقدس، ولذلك ترتبط بالرموز اليهودية،لأن العهد القديم كتابٌ يهودي.
تمام البرازي -مؤلف كتاب (الماسونية: الوهم الكبير): لا يوجد عندي شك أنَّ هناك مؤامرات، لكنَّ الماسونية ليس لديها قدرة الآن.. الآن في الوطن العربي لا أقول عن الخارج ليس لديها القدرة للتآمر، نحن نتآمر ضد نفسنا، ونضع الماسونية والصهيونية ككبش فداء، لتغطية عجزنا وقمعنا لشعبنا، فهذا شيء أنا أرفضه بتاتاً.
د. حسان حلاق (أستاذ التاريخ في الجامعة اللبنانية): وللدلالة أيضاً -على الارتباط الوثيق بين الصهيونية والماسونية أن السلطان عبد الحميد عندما خلع عن العرش نُفي إلى (سالونيك)، وهي البلد أو المدينة اليونانية التي كانت تابعة للدولة العثمانية آنذاك، هي المدينة التي يتمركز فيها الماسون، والمحافل الماسونية، ويمنع على الدولة العثمانية أن تدخل إلى هذه المحافل الماسونية، لأنها كانت تتمتع بالحماية الدولية، أكثر من ذلك فقد حرص الماسون واليهود والدونما والصهاينة على أن يُحجز السلطان عبد الحميد الثاني في فيلا (الاتينيه) وهي فيلا لشخص يهودي ماسوني هو رمزي بيك.
غاري هينينغسون (السكرتير الأعظم لمحفل نيويورك): إن ما لدينا هو رداء خصرٍ عليه نجمة يعتقد الناس أن لها علاقة باليهودية، وهذا ليس صحيحاً فما هي إلا مثلثان متداخلان تصادفا أنهما يشبهان نجمة، ولكن في واقع الأمر لا علاقة لذلك باليهودية، ولا علاقة لنا نحن بالصهيونية، يمكن لليهودي أن يكون ماسونياً طالما أنه لا يدعو للصهيونية.. هنا اختلف مع ذلك تماماً.
د. أسعد السحمراني (أستاذ الفلسفة بجامعة بيروت): أضيف لأقول: بأن هناك
-أيضاً- رسالة أُرسلت في أوائل صيف العام 68 بعد سنة ونيف من احتلال القدس من قِبل العدو الإسرائيلي من قِبل ماسوني أميركي اسمه (فيردي تيري)،
(فيريدي تيري) هذا أرسل رسالة إلى الشيخ أو السيد روح الخطيب أمين أوقاف القدس الإسلامية) وفي هذه الرسالة يطالبه أن تُباع لهم أوقاف المسلمين، وأرض المسجد الأقصى، ليقيموا عليها الهيكل المزعوم، وبذلك يكون الماسون (فيريدي تيري) قد ذهب أبعد من إعلانية اليهود، رغم أنهم يضمرون ذلك، لكن هو أعلن هذا الكلام، وهذا معناه أن هناك التقاء كامل بين اليهودية وبين الصهيونية وبين الماسونية، وهذا هو ماسوني لبناني اسمه حنا أبو راشد، اسمه معروف طبعاً بكتابه "دائرة معارف ماسونية" الجزء الأول يقول: أما أن الماسونية يهودية فذلك مما لا شك فيه.
يسري فودة: التحدي الذي يواجه الماسونيين هو حقيقة أنه إذا كان من السهل إثبات من أنت، فإن من الصعب إثبات من ليس أنت؟
والتحدي الذي يواجه غير الماسونيين هو حقيقة أنهم لا يعرفون من هم الماسونيون، ولا يعرفون من ليس هم الماسونيون؟
والماسونيون بين هذا وذاك لا يساعدون غير الماسونيين على فهمهم، بل إنهم في بعض الأحيان يتلذذون بذلك برموزهم.. وأسرارهم.. وطقوسهم!
يقول واحدٌ من أشهر أدباء العالم، وهو كذلك من أشهر أعلام الماسونية (أوسكار ويلد): إنَّ ليَّ قدرةً على مقاومة كل شيء إلا على مقاومة الإغراء.
[مشهد للقبض على شخص]:
هيَّا بنا.. توقف لا تتحرك.. مكانك.. هيا أخرج.. هيا.. تحرك أنت مقبوضٌ عليك.. هيَّا.
يسري فودة: تحاول الحكومة البريطانية للسنوات القليلة الماضية تحديد العلاقة بين فساد الشرطة ودوائر القضاء من ناحية، والماسونية من ناحية أخرى.
قناة (الجزيرة) وضعت يدها على رجلٍ كانت له قدمٌ هنا وقدمٌ هناك (جون سايمونز) كان شرطياً، وكان أيضاً ماسونيَّا، وهو الآن يعترف.
جون سايمونز (ضابط شرطة ماسوني سابق): اشتركت في عرقلة العدالة، والارتشاء، والتعذيب وغيرها، كي يرى ضباط قسم التحقيقات الجنائية أنني كفء لمزاملتهم، وهو ما حققته بعد وقت قصير، لقد ارتكبت أسوأ جريمة على الإطلاق وهي أنني فضحت كل شيء أمام أعلى ضابط في قسم التحقيقات الجنائية، وكنت أظنه سيفعل شيئاً لكنه حولني إلى ضابط صغير.. كان ماسونيّاً قويّاً، ومن وقتها صارت حياتي بؤساً.
مارتن شورت –مؤلف (الماسونية: داخل الأخوة): لو كان توجه للمحكمة لربما كانت النهاية لهم جميعاً، لقد اضْطر إلى مغادرة البلاد، قاموا هم بتحمل نفقاته، وساعدوه على شراء سيارة، إن لم يكن وافق على ذلك لكانوا قتلوه، وأيضاً أثناء مداولات قضية ما عرف بشرطة الآداب كانت هناك إشارات كثيرة إلى الماسونية، ليس من أفواه الماسونيين، ولكن الأدلة أوضحت أنهم جميعاً كانوا ماسونيين، وأنهم كانوا يلتقون بتجار الدعارة في محافلهم، بل إن ضابط شرطة ضم أحد تجار المخدرات إلى محفله، وقد أوضح ذلك كله لي أن الماسونية كانت متغلغلة في هذا الفساد، بيد أن الأمر لم يقتصر على شرطة الآداب وحدها، بل امتد إلى شرطة المخدرات.. وشرطة السطو.. وغيرها من فروع الشرطة،لأنك إن كنت ماسونيّاً يمكن أن يعتمد عليك في مسألة الكتمان.
يسري فودة: التفت انتباه المحقق الصحفي (مارتن شورت) إلى حالة واحد من أخطر المجرمين البريطانيين (ليني جبسون) الذي قاد عصابة سرقت ما قيمته ثلاثة ملايين جنيه استرليني من الفضة.
مارتن شورت –مؤلف (الماسونية: داخل الأخوة): عندما قمت بدراسة خلفية السيد (جبسون) اكتشفت أنه كان ماسونياً، وكان في العام نفسه الذي قام فيه بهذه السرقة الكبرى، كان الأستاذ الأعظم لمحفله، وكان هذا المحفل يضم ثمانية ضباط شرطة، كان أحدهم محققاً في الشرطة الطائرة، وأثناء ذلك العام اعتمد المحفل أوراق ضابط واحدٍ على الأقل، ورغم ذلك لا يشعر أيٌ من هؤلاء الرجال بأي مشكلةٍ في التعامل مع حقيقة أن السيد (جبسون) كان مجرماً ممارساً للإجرام.
يسري فودة: هنا في هذا المكان من لندن أنشأ ضباط الشرطة البريطانيون الماسونيون عام 86 محفلاً خاصاً بهم يلتقون به -كما يقولون- لممارسة طقوسهم وللتعارف بعيداً عن أجواء العمل، من بينهم عدد من كبار قادة سكوتلانديارد، ينمو في الوقت نفسه شعورٌ عامٌ بالشك والقلق بين الدوائر الشعبية والصحفية والحكومية، يمتد هذا الشك كذلك إلى المجالس المحلية، وإلى القضاء، وإلى احتمالات الفساد في هذه القطاعات الحيوية للدولة.
جون سايمونز (ضابط شرطة ماسوني سابق): يمكنك أن تقطع الطريقة كلها، تأخذ بريئاً، وتتهمه بحفنة من الأكاذيب، وتقدم كل الأدلة المزيفة، ومن ثم تبدأ المحاكمة، ومن خلال اتصالاتك مع موظفي المحكمة تتأكد من وضعه أمام قاضٍ بعينه قد يكون ماسونيّاً، وقد يكون معروفاً بتشدده إزاء هذا النوع من الجرائم، ثم تمضي القضية، وقد يُكتشف أن القاضي أخطأ فنياً في تلخيص القضية، مما قد يمنح المتهم فرصةً للاستئناف، فماذا تفعل؟
تتصل بصديقك الماسوني في مكتب الطباعة، وتغير نص المحاكمة، أنت تستغرب؟! أستطيع أن أريك نصّاً به ألف تعديل حققها (سكوتلانديارد)، لقد كانت هذه محاكمتي أنا.
يسري فودة: في عام 96 دعت الحكومة البريطانية أعضاء الشرطة والقضاء والمجالس المحليَّة إلى التطوع بالإعلان عما إذا كانت لهم علاقة بالماسونية، حتى الآن لم يعترف سوى حوالي 5% في إطار دعوة غير ملزمة.
في خطابه الخاص إلى قناة (الجزيرة) يقول وزير الداخلية البريطاني (جاك استرو):
إنَّ هذه السياسة قد تتحول إلى قانون يلزمُ هؤلاء بالكشف عن انتمائهم إلى الماسونية.
جون هاميل (المتحدث باسم المحفل الأكبر في لندن): لو قننت الحكومة تسجيلاً إجبارياً فإنَّ مبدأنا هو احترام القانون في بلدك، وفي أي بلد تقيم به، لكن التأثير الذي يمكن أن يسببه ذلك هو أن نخسر أعضاء من مهن معينة يرون في ذلك آثاراً سيئة على مستقبلهم العملي.
زياد (ماسوني من دولة عربية): الأب في منزله، الموظف في البنك.. في شغله، العسكري في السلك العسكري، السياسي في السلك السياسي، ورئيس الدولة إذا كان رئيس دولة، الماسونية لا تجمع ولا عندها اهتمام إنه تجمع أكبر عدد ممكن من الناس اللي عندهم نفوذ، لكن الماسونية بتعلمك بتكون إنسان نضيف [نظيف]، إذا انوجد 100 إنسان نضيف بيقدروا يأثروا على.. كل واحد على عشرة، صار عندك ألف، وكل واحد من الألف بيؤثر على عشرة، يعني تصور عالم نظيف مؤمن بالإله الواحد، مؤمن بألوهية.. بالله الخالق، بالله الأب، والإنسان الأخ.
تمام البرازي –مؤلف (الماسونية: الوهم الكبير): لا، أنت عندك وثائق على ذلك حتى، وحصلت على وثائق، لا يمكن لأي جمعية ماسونية أن تعلن عن أعضائها.. هذا أول شيء.
ثانياً: لا يمكن إنسان ماسوني وصل إلى مرحلة من القوة، والنفوذ، والمال أن يعلن عن نفسه، لأنه سيسقط في ذلك المجتمع، هذا ثانياً.
ثالثاً: كلها.. يعني كل معلومة تأتي.. تأتي تسريب، شخص يعرف شخص أنه في الماسونية فيسرب اسمه، ويمكن ذلك الشخص أن ينكر، وحتى يأخذك إلى المحكمة، ويفوز عليك، لأنه لا يوجد سجلات رسمية تقول: أن ذلك الرجل نعم في المحفل أم لا، يعني الحكومة البريطانية الآن في ورطة.
الأب/ جون بول أبو غزالة (أبرشية بيروت المارونية): والماسون ما بيساعدونا لحتى نتعرف عليهم، ولا لحتى يكونوا واضحين بشكل أو بآخر لكل الناس، يعني كل ورقهم مكشوف للملأ.. أبداً، دايماً فيه شيء مخبي ومستر عندهم، وكأنه بيستعملوا ها الشيء يمكن لغرضين:
الغرض الأول: فيه إشيا ما يحبوا إنه يكشفوها للعالم، لأنه مثلما بيقول كاتب الروماني (ناتالاس): "إن الأشياء الحسنة تحب الانتشار والانفتاح، أمَّا الآثام فإنها تتستر تحت حجاب السر والكتمان".
يسري فودة: للماسونيين أن يقولوا لنا: ألا دخل لهم بالسياسة أو بالدين، ولنا نحن غير الماسونيين أن نصدقهم أو لا نصدقهم، لكنني أضيف إلى ذلك تساؤلاً:أعطني مثالاً واحداً عن شيء أي شيء تقوم به في حياتك اليومية ولا دخل له بالسياسة أو بالدين من قريب أو من بعيد؟!
إذا كان القانون لا يحمي المغفلين فإن الطريق إلى جهنم مفروش بالنوايا الحسنة، هنا في هذا المكان من لندن عثر عام 82 على جثة رجل إيطالي ماسوني نافذ مقتولاً على الطريقة الماسونية.
في الحلقة القادمة من هذا البرنامج نطير بكم إلى إيطاليا أشهر مكانٍ في العالم التقت به دائرة السياسة، بدائرة الدين، بدائرة الفساد، بدائرة الماسونية. طيب الله أوقاتكم.
لا تـــحــــزن لأن الحزن يزعجك من الماضي
ويخوفك من المستقبل ويذهب عليك يومك
لا تحزن لان الحزن يقبض له القلب
ويعبس له الوجه وتنطفي منه الروح
ويتلاشى معه الأمل لان الحزن يسرُّ العدو
ويغيظ الصديق ويُشمت بك الحاسد
ويغيِّر عليك الحقائق
سعود الشريم
|