الموضوع: قبله ..
عرض مشاركة واحدة
قديم 22/06/2008   #19
شب و شيخ الشباب الأخ الأكبر
مسجّل
-- اخ حرٍك --
 
الصورة الرمزية لـ الأخ الأكبر
الأخ الأكبر is offline
 
نورنا ب:
Nov 2007
مشاركات:
27

افتراضي


إنها دمشق أيها العرب العاربة والمستعربة قِبلة سياحكم

ومحط مطيكم
تمنح لقب الشيخ لكل من لبس صندلا واعتمر دشداشة
ولا تعترف إلا بشيخها محي الدين بن عربي
الذي صرخ منها: "إلهكم تحت قدمي" (1)
‏‏‏ هو من لم تتسع له الأرض
حضنته دمشق تحت ثديها ألبسته حياً من أحيائها
وقالت له انطلق أنت أجلُّ الأموات‏‏‏‏‏
فغنى لها " كل ما لا يؤنث لا يعول عليه"‏
‏‏‏‏
إنها دمشق لا تعبأ باثنين
الجلادين والضحايا
تؤرشفهم وتعيدهم بعد لأي ٍعلى شكل منمنمات تزين بها جدرانها
أو أخباراً في صفحات كتبها
فيتململ ابن عساكر قليلا يغسل يديه ويتوضأ لوجه الله
ويشرع بتغطيس الريشة في المحبرة
لا ليكتب بل ليمرر الحبر على حروف دمشق المنجمة في كتابها المحفوظ

دمرَّ هولاكو بغداد وصار مسلماً في دمشق
حرر صلاح الدين القدس وطاب موتاً في دمشق
قدم لها الحسين إبن علي ويوحنا المعمدان وجعفر البرمكي رؤوسهم كي ترضى دمشق
وما بين قبر زينب وقبر يزيد خمس فراسخ ودفلى على طريقة دمشق

إنها دمشق: تتقن عمل الله ومَكره حين يمهل ولا .......‏‏‏‏‏ حين يحب الجمال وحين يستريح طوال الأسبوع ويعيد خلق العالم على مهل
دون أن يعرف أي أحد متى يكون اليوم السابع.
‏‏‏‏‏
لديها من الغبار ما يكفي لتقص أثر من سرقها فتحيله متذرذراً على جسدها.
‏‏‏‏‏ لديها من العشاق ما يكفي حبر العالم.
‏‏‏‏‏ لديها من المآذن ما يكفي ليتنفس ملحديها عبق إبط الملائكة
ومن المداخن ما يكفي "لتشحير" وجه الكون.
‏‏‏‏‏ لديها من الموت ما يكفي لينفخ اسرافيل في (الصور) معلناً قيامتهم جميلين
ليعانقوا الموتى الآخرين " للمرة الأولى والأخيرة "
‏‏ ولديها من الوقت ما يكفي لترتب قبلة مع مُذنَّب عابر
ومن الشهوة ما يدعو نحل الكون لرحيقها


‏‏‏‏‏ 1) حكاية ابن عربي المشهورة في دمشق لما جمع الناس صائحا إلهكم تحت قدمي، وكان يدوس ديناراً ذهبياً

أقسمت يا وطني.. أن لا أعود إليك.. طالمـــا حالك على هذه الحال...

آخر تعديل الأخ الأكبر يوم 22/06/2008 في 08:30.
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.04022 seconds with 10 queries