في عندي تعقيبين (ما بعرف اذا صغار.. بس أخلّص كتابة الرد يبيّن معنا)..
التعقيب الأول هو حول الصح و الخطأ... أي نعم صح و خطأ... و بدي احكي هالكلام نظرا للرأي تبع أخونا مادماكس بخصوص انو رأي الاغلبية مزبوط أو لأ...
وينستون تشرتشيل (اللي ما بحترمو كشخصية تاريخية انما احترم فقط جملتين حكاهون -طبعا بعد اعادة تقييمهم بوجهة نظري- ) حكى جملة كتير بحسها مزبوطة... قال :" الديمقراطية هي أقل أنظمة الحكم سوءا" ...
* الجملة الثانية اللي حكاها وينستون تشرتشل نحكي عنها لاحقا بغير مكان.
نرجع... الديمقراطية هي أقل أنظمة الحكم سوءا... و الديمقراطية تعني تعني حكم الأغلبية.. هون بدي شوي أفتل بهالمصطلح...
أول فتلة.. رأي الآغلبية دائما صح؟ هون يجي مفهوم الصح و الخطأ... أنا اعتقد انها (خارج المبادئ الانسانية و خصوصا داخل الشؤون السياسية) مصطلحات نسبية تعود لطريقة تفكير المراقب و المقيّم... لذلك لا يمكنني أن أقول ان كان قرار الأغلبية صح أم خطأ... لكن فيني أقول انو قرار الأغلبية هو القرار شرعي... لكن امتى القرار شرعي؟ هون نجي عالفتلة الثانية..
الفتلة الثانية... الديمقراطية تعني قرار الأغلبية داخل أنظمة محددة و بخصوص أمور محددة و أساسية و منها احترام كيانية الأقلية... الديمقراطية ليست أوليغاركية (الذي هو مصطلح يعني أن قرار الأغلبية يطبّق على الجميع دون حدود)...
معنى الكلام... في دولة 70% من سكانها لون شعرهم و لنفرض أحمر... بامكانهم ايجاد صيغ ملائمة للون شعرهم (تخيلو بئا صيغ ملائمة للون شعرهم

) لكن و لا بأي شكل من الأشكال يمكن اعتبار قرار اجبار الـ30% من السكان الباقيين على صبغ لون شعورهم أو حرمانهم من أي امتياز لهذا السبب...
قصدي من هذا الكلام أن الديمقراطية رأي الأغلبية حيث يجب أن يكون هناك رأي للأغلبية... و لكن قبل رأي الأغلبية هناك أسس(دستورية, قضائية, اخلاقية, انسانية... الخ) و لازم يكون في لعب نظيف سياسي و اعلامي و تثقيفي و توعية و تربية ملائمة...
من الفتلة الثانية يجي التعقيب الثاني على عدم قدرتي على احترام الاخوان المسلمين كحركة سياسية..
أود أول شي انو أشير انو عدم احترامي و عجزي التام عن دعمها لا يعني الدعوة لاقصائها... انما أمر آخر تماما...
حركة الاخوان المسلمين كأي حركة دينية تستخدم خطاب ديني لمصلحة سياسية... و هذا الأمر في أطر معينة هو أمر خطير جدا جدا و لكن ليست فاقد الشرعية... أقول خطير كتصنيف شخصي بحت و لا أتكلم بالمطلق...
و أعلل خطرها لأن الخطاب الديني الذي يستخدمونه مظلل للجماهير (التي لا تملك المقومات التي تحدثت عنها في الفتلة الثانية من : لعب نظيف سياسي و اعلامي و تثقيفي و توعية و تربية ملائمة...) و بالتالي يمكن الوقوع في خطر اعتبار أي وقوف بوجه الاخوان هو معاداة للدين عند هذا الجمهور, لديهم طريقة لخلط الدين بالسياسة مزعجة للغاية
الاخوان المسلمين يبكون و يلطمون و ينادون باسم الديمقراطية و التعددية و الحرية عندما يلائمهم فقط... فهم أول من يندد و يطالب بحظر من يخالفهم و بمصادرة الكتب و الأفلام المتعددة
الاخوان كذلك يدخلون بمفارقات عديدة و بتناقضات فكرية مخيفة جدا... حيث أنهم حيث تجدهم يتحدثون عن فنون السياسة الديمقراطية و احترام الأطر و الأسس الدستورية... تراهم في منابر أخرى يرفضون بالاعتراف بدستور غير القرأن و السنة النبوية... و هم يحاولون تمويه فكرهم الاقصائي البحت بماكياج سيء النوع سرعان ما يزول عند المفارقات الأولى
لاشك أن لهم قاعدة شعبية... و كل من له قاعدة شعبية ليس له حق الوجود السياسي فحسب بل و الواجب كذلك... و لكن يجب علينا التعميق بالكيفية التي حصل عليها على هذه القاعدة و مدى وعي هذه القاعدة الشعبية للممارسة السياسية الصحيحة... و اتسائل كذلك هل في حال كان هناك بيئة سياسية ديمقراطية صحيحة (بما يشمل الوعي الشعبي الديمقراطي) فهل سيكون الاخوان بمثل هذا الوجود...
يخونني التعبير الآن في التعمق في الفرق بين الديمقراطية و الأوليغاركية و الحدود الديمقراطية و الأطر الدستورية... عسى أن نتحدث عنها في مواضيع قادمة...
و كهامش اخير اعتقد أن المقارنة بين الحزب الحاكم في تركيا و الاخوان المسلمين هي مقارنة خاطئة جدا و ظالمة بحق جيراننا الأتراك... فهم رغم كونهم حزب اسلامي فهو يعترف بالدستور التركي و يحترمه حتى عند محاولة تعديل فقراته... بينما يبدو أن "تعايش" الاخوان مع مصطلحات مثل الديمقراطية و الحرية السياسية هو تعايش مؤقت و ظرفي ريثما تتوفر بيئة أفضل لفرض أنفسهم...
عذرا للاطالة