أما عن جوابي لسؤالك:
أولا:
أن الله سبحانه خلق كل شيء، كما قال هو سبحانه: " الله خالق كل شيء "، وهو خالق أفعال العباد أيضاً، سواءً الحسنات أو السيئات، كما قال سبحانه: " والله خلقكم وما تعملون "، ولكن:
الله سبحانه وتعالى خلق للإنسان الإرادة والقدرة، التي بها يستطيع للإنسان أن يفعل ما يريد، ولكن الله سبحانه بين له الحلال والحرام، والحسنة والسيئة، والهدى والظلال، فالله سبحانه لم يترك الإنسان سدى بل أرسل الرسل ليبينوا شرائع الله.
فإن فعل الإنسان السيئة، فإن الله سبحانه يعلم أنه سيفعلها، ولكنه سبحانه لم يجبره على فعلها، وهذا أمر واضح يتجلى عندما نضرب أمثلة على ذلك:
عندما يريد شخصاً أن يفعل خطيئة، وهو يعلم أن الله حرمها، هل يعلم هذا الشخص أنه سيفعلها؟؟
بالطبع لا، لأنه ربما يشغله شاغل، أو يخاف الله سبحانه ولا يعملها، أو غيرها..
مثال ثاني:
عندما يريد شخصا أن يفعل خطيئة أو أن يذهب للمكان الفلاني أو أن يذهب إلى السوق، هل يشعر هذا الشخص بأن أحدا يجبره على فعل هذا الشيئ؟؟؟
بالطبع لا، وهذا أمر مجرب ومشاهد، بل أنظر في نفسك أنت عندما تجلس أمام الجهاز هل تشعر بأن أحدا أجبرك على هذا؟؟ بالطبع لا، ولا فرق بين الخطيئة والحسنة، فالإنسان يسعى لفعل ما يرضي ربنا سبحانه وتعالى ويتجنب ما ينهى عنه.
وأيضاً فإن الإنسان لا يعلم أن الله كتب عليه أنه سيفعل الخطيئة أو لا إلا بعد وقوعها، والإنسان يستطيع أن يترك الخطيئة لأن له قدرة وإرادة على ألا يفعلها، وإن فعلها واحتج بأنه كتب عليه أنه فعل الخطيئة، جوابه من عدة وجوه:
1ـ أنت لا تعلم أن الله كتب عليك أن تفعل الخطيئة، فلا تفعلها لأنك تستطيع أن ألا تفعلها أيضاً.
2ـ أنك عندما تحتج على أن كتب الله عليك فعل الخطيئة وأنت لا تعلمها، فلم لا تقول بأن الله كتب علي أن لا أفعلها، مع أنك تستطيع ألا تفعلها وبل تعلم أن الله حرمها، ولكن الإنسان يتبع هواه ويتبع خطوات الشيطان ـ نسأل الله العافية والسلامة ـ.
3ـ إذا كنت تحتج بهذا، وتقول: بأن الله كتب علي أن أفعلها ـ مع أنك لا تعلم هذا ـ، فلم لاتقول: بأن الله كتب علي ألا أكل فلن آكل، وألا أنام فلن أنام، وألا أذهب إلى المدرسة فلن أذهب للمدرسة، وألا أذهب للعمل فلن أذهب للعمل؟!! وهذا لا يقول به عاقل!!
فالأمر واضح وجلي ولله الحمد.
|