البقية في حياة الفضائيات
تبحث في كل الوطن العربي من محيطه الهادر الى خليجه الثائر فلا تجد وفاقاً سوى بالفضائيات التي تشترك بخصائص واحدة كأنها فرقة أوركسترا.
فبسبب وفاة ملك أو رئيس تنقلب فجأة غنجات روبي ونانسي عجرم وهيفاء الى تلاوة مباركة من القرآن الكريم، ويتخللها برامج تعرض مناقب الزعيم الراحل، وتلتقي بمواطنين، اما منافقين، أو خائفين، يعددون مزايا المغفور له، وأحيانا يبكون وينتحبون (ربما من الفرحة).
تختفي فجأة البرامج التافهة، يكف المغنون عن الغناء، والراقصات يتشحن بالسواد ويعلن الحداد...
على جميع أبناء الشعب أن يعلنوا الحداد!
أحبوا الزعيم أم كرهوه.. اتفقوا مع سياسته أم اختلفوا معها، كانوا من المستفيدين من حكمه، أم كانوا من المعدومين أو الأموات الأحياء.. فللموت احترام وتقديس عند العرب، ولا شماتة في الموت.. والفضائيات العربية جداً لا تتفق الا على أمرين: اتلاف الأجيال القادمة بالتفاهات والمسخرة, والأمر الثاني الغاء عقولهم وتعداد مآثر الحاكم الحالي والمغفور له.
إحساس لا يوصف
أن تقف فوق قبر إنسان تحبه كثيراً وقد كان يعني لك كل شئ يعني لك الكثير ثم تحدثه ، تحاوره ، تصف له طعم الحياة في غيابه ولون الأيام بعد رحيله .. وتجهش في البكاء كطفل رضيع بكاء مرير من أعماق أعماقك حين تتذكر إنه ما عاد هنا .... بيننا ....
آخر تعديل امرأة من ورق يوم 16/11/2007 في 15:22.
|