. الصلاة في المفهوم المسيحي ، ليست مجرد ترديد كلمات الحمد والتعظيم لله ، بما يصاحبها من وقوف وركوع ، أو مجرد توسلات للحصول على الصفح والغفران لله ، بما يرافقها من رفع أيدي وخفضها [ كما يظن بعض الناس ، فإننا لا ننتقد السجود ، أو رفع الأيدي عند الصلاة ، فالكتاب المقدس أعلن لنا عن هذا وذاك ، أقرأ مثلاً ( أعمال الرسل 21 : 5 ، وسفر الرؤيا 5 : 14 ) بل ننبه إلى أن هاتين الحركتين لا تجعلان للصلاة قيمة ما ، إذا كان القائم بهما غير حائز على رضى الله ] . لأن الصلاة قبل كل شئ هي الإرتقاء بنفوسنا عن كل ما يتعلق بالعالم حتى نلتقي بالله في أقداسه ، ونحن في حالة التوافق معه في صفاته السامية . وفي هذا الجو السامي يمكن أن ندرك شيئاً من جلال الله ومحبته ، فنتعبد له ونشكره من كل قلوبنا ( يوحنا 4 : 24 ، 1 تسالونيكي 5 : 18 ) . كما يمكن أن نعرف الأمور التي نحتاج فعلاً إليها ، فنطلب منها ما يتفق مع مشيئته ( 1 يوحنا 5 : 14 ) ، ونتقبل منه بعد ذلك بالإيمان إجابته الكريمة . فضلاً عن ذلك ، يمكننا أن نعرف في هذا الجو ، الخدمات التي يتطلبها الله منا في العالم الحاضر ، ونتقبل منه المعونة التي تساعدنا على القيام بها بكل دقة وإخلاص
: فالصلاة عندنا ، ليست فرضاً يقوم العبد بواجب نحو سيده ، بل هي صلة متبادلة بيننا وبين الله ، جل شأنه ، لا نستطيع الاستغناء عنها لحظة . فنحن في حاجة إليها حاجتنا إلى الماء للارتواء أو الهواء للتنفس ، ومن ثم لم يعين الله لنا أوقاتاً محددة يجب علينا أن نصلي فيها . وذلك لثلاثة أسباب
. الأول : ليس هناك أي وقت أفضل من آخر لديه
. الثاني : أنه على إستعداد في كل الأوقات لسماع الصلاة
. الثالث :إن حاجتنا إلى الله ليست مرتبطة بأوقات خاصة ، بل إننا في حاجة إليه في كل حين
. لذلك ، وإن كنا نصلي في أوقات متفرقة من النهار ، يجب أن نحفظ قلوبنا فيحالة الصلة المستمرة بالله . فقد قال الوحي : " مصلين بكل صلاة وطلبة كل وقت في الروح " ( أفسس 6 : 18 )
