حدا يقطعني الشارع الله يوفئكم
سمعت تلك الكلمات التي لفظت باسلوب الاستجداء
التفت كردة فعل انسانية كانت ام بديهية
لا ادري
لارى رجلاً كفيفاً طاعناً في العمر يطلب المساعدة
حاولت الوصول إليه لأمسك بيده وأساعده على العبور
لكنها كانت اسرع منّي بالوصول
لا اجد يطالبني بذكر معالمها المميزة
فانا لم أرى سوى بضع سنتمترات من عينيها
امسكت بيده بقوة وساعدته على العبور
وانا تجمدت في مكاني وكان احدهم صفعني
نعم صفعني وصفعني بقوة ايضا
توقف الزمان حينها وبدت لي الثوان اقرب إلى الدقائق
تجمّدت عيناي على يدها وهي ممسكة بشدة بيد الرجل العجوز
لقد مدّت يدها وأمسكت بيده كردة فعل لانسانيتها
اتمنى لو كان لديّ براعة الفنان لارسم لكم المشهد بتفاصيله الدقيقة
نعم بتفاصيله الدقيقة
فكل جزئية منه قد طبّعت في ذاكرتي إلى الأبد
سيبقى المشهد لوحاً في مخيلتي
لامرأة لم يستطع الدين والمجتمع والآلهة ان يجردها من انسانيتها
انها تستحق لقب الانسانة
انسانة بالرغم من كل شيء