اخ نقولا شكرا على اهتمامك , وانا في موضوعي لا اعيب او اتي بمأخذ , فانا احترم كل فكر وحريته , انها مجرد حقائق تاريخيه اذكرها .
واجيبك ان المسيحيه لم تقضي على الوثنيه , بل تبنتها ذلك ان العقل اليوناني المتحضر عاد الى الحياه في صوره جديده في لاهوت الكنيسه وطقوسها , وصبحت اللغه اليونانيه التي ضلعت اداه الادب والطقوس المسيحيه
يقول العالم الفرنسي روبير بيولاي : ان في القرن الثاني المسيحي ظهرت تيارات فكريه متاثره بالغنوصيه التي تاثرت باليونانيه , وفي الاسكندريه , تاثرت المسيحيه بافكار قديمه , منها ما دعا اليه فيلمون اليهودي في فلسفته .
ان الفكر العقائدي المسيحي تاثر بالوثنيه وبين ما هو مادي وانساني وفكره ان الانسان يجب ان يتجرد من انسانيته حتى يتحد بالله التي جاء بها افلاطون حتى يرفعه الى مصاف الملائكه , ولم يتاثر برايه الا الرهبان , اما عمه الناس , فرفضوها مما حدا به الى استعمال الرموز والخيال وعكسها على الطقوس الشرقيه , وتبعه في ذلك مكاريوس في القرن الميلدي الرابع , وهو يشبه ما جاء به بولس من اراء صوفيه غامضه في تفسيره لما دعا الى الثالوث .
كما يشير الى تيار فكري عارض كل تاثير فلسفي على الكتاب المقدس , والمتمثل في الفلسفه اليونانيه الوثنيه , ولكن بعد القرن الرابع الميلادي كيف المسيحيون انفسهم لقبول ذلك التيار , واخذوا يؤولون نصوص كتابهم المقدس تبعا لاتجاهاتهم وفلسفات غريبه عن المسيجيه التي نادى بها السيد المسيح عليه السلام وحواريه الاثنا عشر , وتاثرت المسيحيه بما ادخله الاسبينيون من معتقدات حول طبيعه الاله الواحد , اذ اقتبسوا منهم المسميات فسموا الله ب الاب واخذوا عنهم طقس العشاء السري الذي كانوا يمارسونه كل سنه , كما اقتبسوا عدم اكل اللحم ايام الصيام .
لقد حدث التزاوج بين الفلسفه والعقيده المسيحيه , الذي انتج دينا جديدا . فضلا عن الفالسفه . لان اللاهوت المسيحي اقتبس من نفس المنهل الذي كانت فيه الافلاطونيه الحديثه .
ويرى بولاي ان الفكر المسيحي يؤمن بان فكره التجسد هي قمه العلاقه البنيويه بين الله والمسيحيه , وان البنوه هي نوع من تلك العلاقه .وهي تحقق كامل العلاقه , ولم تكن فكره التثليث من نتاج فكرهم الديني ,
ويعتقد الهنود الوثنيون بالخطيئه الاصليه , مما يدل على ذلك ما جاء في تضرعاتهم التي يتوسلون بها وكذلك بتجسد الاله وتقديم ذبيجه فداء عن الناس والخطيئه .
وكان المليتيون يمثلون الاله انسان مصلوبا مقيد اليدين وارجلين بحبل على خشبه وتحت رجليه صوره حمل .
كما يحترم قدماء المصريون اوزيريس , ويعدونه اعظم مثال لتقديم النفس ذبيحه لينال الناس الحياه .
ونهايتا لاتنسى الفرق والتيارات التوحيده التي كانت موجوده من القرون الاولى للميلاد , وتنتشر الان في العالم تحت اسم الكنيسه التوحيديه .وهي الوجه الاخر للفكر المسيحي ,المتحرر والعقلاني و الغير متاثر بالثقفات التي كانت سائده في ذلك الوقت .
مع تحياتي
